وإذا كان هذا القلق مفهوما لجهة الخشية من تلك الهشاشة، فإنه يقتضي أن يكون أكثر وضوحا من الحالة العدوانية القائمة منذ أكثر من ستين عاما، وإسرائيل تمارس خلالها عدوانها وتهديدها ووعيدها، والأخطر خرقها لجميع قرارات المنظمة الدولية.
فأدراج المنظمة الدولية تحتفظ بكل القرارات الصادرة عنها والتي لم تنفذ إسرائيل قرارا واحدا منها، وأغلبها يطالب الأمين العام بمتابعة تنفيذها وإصدار التقارير الدورية عنها ووضع المجتمع الدولي الأمم المتحدة ومجلس الأمن بصورة ذلك .
والسؤال لماذا لا يتم ذلك .. ولماذا هذه الانتقائية في متابعة قرار دون أخر.. ولماذا لا يتضمن التقرير صورة الخروقات الإسرائيلية التي لم تتوقف حتى اللحظة وخاصة الخرق الجوي المتواصل دون انقطاع؟!.
فهناك قرار خاص بالجولان العربي السوري المحتل يرفض كل الإجراءات الإسرائيلية، صادر عن مجلس الأمن بالإجماع ويحمل الرقم 497 ، ويطالب أن يتم إبلاغ مجلس الأمن إذا لم تنفذ إسرائيل ذلك القرار، ولم تكتف إسرائيل برفض تنفيذ القرار بل تضيف عليه.
والسؤال هل سأل السيد الأمين العام للمنظمة الدولية لماذا لم ينفذ .. ولماذا لم يتابع ؟؟
والاهم أن هناك قبله وبعده عشرات القرارات التي لم تتحرك المنظمة الدولية لمتابعة تنفيذها.
ما نود قوله ان القلق لوحده لا يكفي وهو على ما يتضمن لن يحول دون استمرار التصعيد الإسرائيلي، بل على العكس باتت لغة القلق تلك مجرد يافطة لا تحمل أي معنى، ولا تقدم أي شيء، خصوصا حين أصبحت مع الزمن عديمة الفاعلية والدلالة.
ولعل المجتمع الدولي ممثلا بالمنظمة الدولية كان الشاهد المتواصل على صيغ التسويف حيال الرفض الإسرائيلي المتكرر لكل قرارات الشرعية الدولية، وحتى القلق هنا كان باهتاً وأغلب الأحيان غائباً.
فالمعضلة الدائمة هي في الاحتلال والرغبة المتواصلة في العدوان دون توقف، فيما قرارات الشرعية الدولية حبيسة أدراج المنظمة الدولية ولا زالت حيث هي يتراكم عليها الغبار ومرور السنين.
قد نستطيع أن نتفهم دواعي قلق الأمين العام، لكن أحدا لا يمكنه تفهم هذه الانتقائية، وليس بمقدور أحد ان يدعي أن هناك اولوية لقرار دون أخر، خصوصا أن الشرعية الدولية كل لا يتجزأ، واحترامها واجب على جميع الدول الأعضاء فيها.
a-k-67@maktoob.com