وكان على بردى أن تُسدّدها في أجلٍ معلوم، وقد تعهّدت هي بذلك، فإن كان لديها مشكلة فعليها أن تُقلّع شوكها بيديها، والتجاري السوري ليس معنياً بأن يُشكّلَ فريق عملٍ تكون مهامه تقليع الشوك عن بردى، فإنَّ لديه من المشاغل ما يكفي ويزيد، وليس معنياً على الإطلاق بهموم الآخرين، فلديه حساباته الدقيقة التي لا تخرج عن إطار الواحد زائد واحد يساوي اثنين، ومثل هذه المعادلة لن تكون نتائجها واحداً ولا ثلاثة.
كان على بردى أن تستفيق على نفسها مبكراً، وتستثمر ذلك الزمان الذي كنا فيه نقف في الطابور حتى نحظى بتسجيل دورٍ للحصول بعد أشهر على واحد من برّاداتها، أو منتجاتها الأخرى، ولكن هذا هو الزمان، الذي لا يحفظ الودّ ولا الفضيلة، فبدلاً من أن نحفظ لبردى مجهودها في توفير احتياجات الناس في الأيام الصعبة، لم يكن علينا أسهل من أن نزجَّ على ساحتها أعتى المنافسين دون تقدير لدورها الرائع .
لا بأس .. فالساحة تتسع للجميع فعلاً ، ولكن أن نراها تتسع للجميع وننهالُ بالضربِ على بردى ، فهذا ما لا يُفهَم .. وما لا يُعقل أيضاً، ولم تكُ بردى يوماً مارقة، وثمة قدرات كامنة فيها قادرة على تحقيق المزيد من النجاح ، فلماذا نُفرّط بهذه القدرات .؟!
Ali.gdeed@gmail.com