جميع هذه الأمور تتضافر لتعطي نتيجة واحدة وهي حوادث مؤسفة تزهق من خلالها أرواح كثيرة أو حالات عجز دائمة أو شبه دائمة.
ان الاستهتار بأرواح الناس أصبح حالة ولابد من إجراءات كثيرة تساهم في الحد من الأرقام التي نقرؤها كل عام عن أعداد الوفيات وذلك من خلال قوانين تكون أكثر صرامة عند مخالفة السائقين للتعليمات بخصوص السرعة الزائدة أو مخالفة شارات المرور ، لاشك أنه في الكثير من الحوادث المرورية وكلما كانت الحالة الاسعافية سريعة ومعالجة المصاب أيضاً سريعة، وذلك من خلال التوسع في منظومة الإسعاف السريع المجهزة لهذا الغرض تقديم العون من الجميع كلما كانت معدلات الوفيات منخفضة.
التعميم الذي أصدرته وزارة الداخلية مؤخراً والذي يؤكد على تكريم المسعفين في المناسبات المرورية التي تقيمها الوزارة في مختلف المحافظات وإرسال بطاقة شكر باسم وزارة الداخلية إلى المواطن المسعف تقديراً لعمله الإنساني الذي أسهم في إنقاذ حياة المصاب ، ونص التعميم أيضاً على عدم تعرض المسعف للمساءلة القانونية أو اتخاذ أي إجراء بحقه إلا إذا صرح تلقائياً أنه مسبب الحادث.
لاشك أن هذا التعميم يعزز روح المساعدة الموجودة بداخل كل منا بعد أن كان الأمر سابقاً يشكل حالة قلق وخوف عند الكثيرين عندما يقدمون مساعدة إسعافية لأحد لأنهم يتعرضون للمساءلة والتوقيف و..الخ.
إن التأكيد على هذه الحالة مجدداً كان لابد منه بسبب كثرة الحوادث المرورية التي تقع يومياً، وكان الكثيرون وخاصة السائقين يتهربون من المساعدة بسبب ما ذكرناه، أما الآن فيفترض أن تكون الأمور مختلفة من خلال تقديم المساعدة خصوصاً أنه لايترتب على ذلك أي وضع قانوني.
إن تعقيد الإجراءات والابتعاد عن تبسيطها والخوف من المساءلة عوامل تمنع الكثيرين من تقديم المساعدة ، وعلينا أن نتجاوزها بتعاميم تتصف بالمرونة واليسر والتأكيد على تطبيقها يعزز ثقة الإنسان بنفسه ويجعله يمارس اندفاعه الإنساني تجاه الآخرين دون الخوف من عواقب أخطاء هو لم يقترفها ولم يتسبب بها.