| ثروتنا الدرامية رؤية قامت فضائيات عربية جديدة بشراء ألف ساعة درامية من إنتاج التلفزيون السوري , وقد تحدث القائمون على التلفزيون عن ذلك بكثير من الغبطة والسرور , وحق لهم أن يفرحون بتسويق هذا الكم من أعمالنا الدرامية القديمة والجديدة . و في هذا الخبر دلالات ومؤشرات تستحق النظر إليها برؤية وذهنية منفتحة , وأولها أن درامانا لا تزال مطلوبة في الفضائيات العربية رغم كل ما يروجه بعض المغرضين عن تراجعها وبما يشبه الحرب عليها . وثانيها أننا نملك ثروة درامية تستحق الاهتمام وترميم القديم منها والترويج لها , ولاسيما أن الفضائيات العربية في ازدياد , وهناك عشرات الفضائيات تقوم بالبث التجريبي استعدادا لانطلاقها ( وعقبال فضائياتنا ) . وثالثها علينا أن لا نكتفي بأمجاد الماضي , وأن ننظر إلى المستقبل لاستمرارحضورنا الدرامي على الشاشات العربية , وأن نوفر مستلزمات تطور نوعي وكمي في القطاعين العام والخاص , وأن نولي إنتاج التلفزيون عناية خاصة , وفي مقدمة ذلك قيام مؤسسة للإنتاج الدرامي . وفي السعي نحو تطور الدراما السورية من المهم قيام تنسيق وتعاون قولي وفعلي بين القطاعين العام والخاص عبر صيغة تنظيمية . إن الدراما السورية تعطي صورة عن مجتمعنا وتوجهاتنا في جميع جوانب حياتنا , وعلينا أن نوليها ما تستحقه من اهتمام لتبقى صورتنا الحقيقية على الشاشات العربية . و أجد من المناسب أن أشير إلى أن هذا الواقعة ليست الأولى , فمنذ نحو عشر سنوات اشترت شركة توزيع سورية عاملة في المنطقة الحرة عشرات المسلسلات من إنتاج التلفزيون وقامت بتوليفها بما يتوافق مع التوجهات الرقابية العربية , ووزعتها على المحطات التلفزيونية .
|
|