تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لاتجربوا المجرب

حديث الناس
الأحد 11/9/2005
خالد الأشهب

إصلاح وتطوير .. نعم, ولكن كيف ?? ذلك هو السؤال الدائر تقريبا في كل قطاعات الدولة المنتجة والادارية, اذ ليس ثمة من يعلن عن معارضته الاصلاح والتطوير, وليس ثمة من يعترف بأنه غير قادر على انجازهما او غير عارف بكيفية تنفيذهما, بل ان البعض من المعنيين بهما يملأ الدنيا صخبا وتنظيرا ووعظا في اصول الاصلاح ومعاييره وخطواته, ولايتردد في الزعم بأن صور التطوير واضحة جلية في ذهنه, ولاينقصه في ترجمتها الا المخلصون والجادون الذين يبحث عنهم بسراجه وفتيله فلا يجدهم !

واذا كان الامر على النحو من البساطة والسهولة والوفرة كما يدعون ويرون, واذا كان بهذا القدر من الوضوح والجلاء, فلماذا نتعثر في مانعتقد اننا ننجزه من الاصلاح والتطوير, ولماذا تتزايد العقبات والمطبات في الطريق اليهما, ولماذا نتلقى اخبارهما بكل هذه الدهشة والذهول وبما يبدد أي معقولية او محاكمة منطقية يمكن ان يحيط بهما, ولماذا تفاجئنا البدائل دائما بأنها اسوأ من سابقاتها, فلا يمضي وقت قصير إلا وتتأكد لنا رداءتها, ونكتشف ان ما أحاط بها لم يكن غير سلوفان لامع رقيق وهش وسهل التمزق, ويا لسرعة ما يتمزق, ولكن بعد ماذا ? بعدما يمر الخنجر الى الخاصرة ?‏

( من يعمل فلابد ان يخطئ )‏

اجل, ولكن ان تتحول المقولة من تبرير الخطأ النسبي والعابر الى متراس تتراكم خلفه الأخطاء لتغدو قاتلة مدمرة, فتلك حكاية اخرى لايعود علاجها الى التلطي خلف مثل هذه المقولات المستهلكة, بل وخلف الاتكاء على حسن النيات من جهة والجهل المتخفي من جهة ثانية, ولأن ذلك لايعني في محصلته الا تشريعا للرؤية الشخصية والمزاجية في استنباط وجهات الاصلاح والتطوير على طريقة تفاحة نيوتن وسقوطها الحر, ولاستبعاد العقل وحساباته من ان يكون رائدا في هذه الوجهات .‏

مرة ثانية نقول : العقل الذي انجز التخلف واوصلنا الى مانحن عليه من الترهل والفساد وسوء الادارة وتراجع الانتاج, عاجز عن ان ينجز الاصلاح والتطوير, وعن ان يكون - بكل ما انطوى عليه من المزاجية والفردية والغيبية - رائدا في نقلنا الى الحداثة .‏

هذه دعوة لمراجعة حالة العقول المكلفة الاصلاح والتطوير, وللعزوف عن محاولة إحداث الانفصام في تلافيفها وتكرار تجريبها والمراهنة عليها بما لاتعلمه وتدعي انها تعلمه ??‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 883
القراءات: 1112
القراءات: 1305
القراءات: 1364
القراءات: 2101
القراءات: 1433
القراءات: 1468
القراءات: 1531
القراءات: 1468
القراءات: 1484
القراءات: 1592
القراءات: 1744
القراءات: 1695
القراءات: 1596
القراءات: 1494
القراءات: 1674
القراءات: 1520
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1587
القراءات: 1586
القراءات: 2434
القراءات: 1628
القراءات: 2486

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية