منذ سالف العصر والزمان.. كان السوري الإنسان غير محتار ولا حيران.. وأسس لنفسه كيان.. من التجارة بدءا من الأواني والخيطان.. فنهض اقتصاديا وجاب البحار والبلدان وأصبح صانعا على كل لسان ..
والآن يتجاذبه تياران: الأول رأسمالي, والثاني اجتماعي.. وهو بينهما صفنان حيران..
هل نهج الاقتصاد الاجتماعي سيوفر له حياة كريمة بعيدة عن الضنك وشظف العيش, وينحي المفسدين والانتهازيين, ويأتي بقوامين على المال العام شعارهم ( الله يعلم خائنة الأعين, وما تخفي الصدور)? أم هو رؤية جديدة للواقع الحالي..?
والمواطن يدري أن الاقتصاد الرأسمالي سيجذبنا إلى أهوائه ومشاربه وبالتالي سيحدد طريقة عيشنا ومآلنا ..( مقدما)..
ويسألونك عن المنجى : أقول ببساطة: اذهبوا والتقوا السيدة( هالة ) القاطنة في حي برزة البلد (دمشق) ....أرملة تعيل أسرة من 5 أشخاص دخلها لا يتجاوز ال 8 آلاف ل.س من مشروعها الاستثماري ( تقشير وتغليف خضار المونة) ..( أولادها متفوقون وتستعد لتزويج إحدى بناتها) نموذج لاقتصاد منضبط...يؤسس لجيل لا محروم ولا بطران ..
هكذا تفعل معظم الأسر السورية ذات الدخل المحدود بما تملكه من قيم ترفض أن تمتهن إنسانيتها أو تهينها .عائلات بأكملها تشتغل بالخرز والعباءات والتريكو ..إلخ..
فلماذا لا تسعى الحكومة لإطلاق برنامج وطني مستفيدة من رخص الأيدي العاملة وتوفرها, لنشر ثقافة المساعدة في إنتاج صناعات مطلوبة عالميا معتمدة على مشروعات صغيرة (أسرية) تكون حلقة في مشروع وطني كبير متكامل (لافردي ولااكتفاء ذاتي فقط) بدل إغداق القروض على الناس التي غالبا ما تصرف على الملذات ( الشخصية) ..وحتى لا تذهب توظيفات أسهم الشركات التي ستهبط وتصعد وتدعهم على (الحديدة) ..بعدين!!
ما رأيكم لو نبدأ ( بالبندورة) مع حفظ الألقاب ونتميز بإنتاجها ونتقن إنتاجها وتصديرها !!
بشرط أن لا نعيد مأساة القطن والقمح والحمضيات ...