في الزيارات الرسمية هذه كان هناك حرص دائم على تنظيم لقاءات مع رجال الأعمال ومع الجالية السورية، بل في أغلب الأحيان كان يحرص السيد الرئيس أو رئيس الحكومة على حضور افتتاح المنتديات واللقاءات المقررة ضمن فعاليات الزيارة بهدف منحها زخماً إضافياًيعبر عن توفر الارادة السياسية وتبني ودعم كل أشكال التعاون الاقتصادي مع الدول الشقيقة والصديقة.
اليوم لدينا مجالس مشتركة لرجال الأعمال مع/68/دولة عربية وأجنبية،وجميعها تقريباً ناشطة ومجدية، لكنها لم تتمكن حتى الآن من بلوغ الأهداف التي وجدت من أجلها رغم التسهيلات التي تقدمها الحكومة، ورغم أن هذه الأهداف تلتصق مباشرة بمصالح الصناعيين ورجال الأعمال التي ينبغي أن تكون مصلحة وطنية بالمحصلة - وهي كذلك- لأنهم مساهمون أساسيون في عملية البناء والتطوير والتنمية الوطنية الشاملة.
إذن، إذا كانت الدولة لم تقصر، قدمت وتقدم التسهيلات، رعت وترعى رسمياً الملتقيات والمنتديات ، شجعت وتشجع على التواصل والاستثمارات المشتركة والمتبادلة، فإن السؤال عن تحقيق نتائج متواضعةيكون سؤالاً مشروعاً ، وهوالتساؤل الذي يقود إلىحزمة تساؤلات أخرى تتعلق ربما بعناصر فنية وبنيوية ومعنوية تستحق الاهتمام دراسة وتحليلاً.
الجودة والأسعار، المنافسة وأساليب الترويج وتقديم المنتج الوطني وفتح أسواق جديدة له، المواصفات وتطوير خطوط الانتاج، هي عناصر فنية مهمة، لكن المهم أيضاً هو النجاح في التأسيس لبناء قاعدة من الثقة لدى الآخر، فهل هناك ثمة إخفاقات في هـذا الاتجاه حالت دون الوصول إلى الغايات المنشودة.
الثقة ركيزة أساسية في السوق بيعاً وشراءً، وهي حقيقة يدركها جيداً رجال الأعمال «صناعيين وتجار»، وهم يعرفون تماماً أهمية الاسم التجاري وتكلفة بنائه والمحافظة عليه.
لرجال الأعمال دور مهم في التبادل التجاري وعملية التنمية والتطوير، وإذا كان يؤخذ على البعض أنه كان يعمل على مبدأ الصفقة الواحدة، فمن المهم أن يبحث الجميع أولاً وقبل كل شيء عن سبل الاستحواذ على ثقة المستهلك في الأسواق الداخلية والخارجية كي يتمكن من دخولها وتوطين منتجه فيها.
ali.na_66@yahoo.com