حتى طلاب الطب البيطري الذين التقاهم في إحدى الولايات الأميركية, سمعوا منه حديثاً عن هذا, وعن غيرته على ديمقراطية لبنان واستقلاله.
ولأن اسطوانة الرئيس بوش لم تكن مشروحة وهو يكرر ويعيد الحديث عن لبنان وعن الوجود السوري فيه, فقد تم رفعها عن فونوغرافيها السياسي الأميركي واستبدالها باسطوانة أخرى منذ اللحظات الأولى لبدء الاحتفال الوداعي الذي أقامه لبنان وقيادة جيشه للقوات السورية المغادرة أمس من قاعدة رياق.
الاسطوانة الجديدة بدأت بالدوران على الفور وبترداد التهمة أو الادعاء الجديد القديم, دعم الارهاب? وقد دشنها الرئيس بوش خلال لقائه ولي العهد السعودي, ولسوف نسمع جميعاً هذه الاسطوانة مراراً وتكراراً في المرحلة القادمة, مثلما ثقبوا آذاننا من قبل بالديمقراطية والحرية والسيادة, وفعلوها في جيوب البعض من اللبنانيين حفنة من الدولارات, وفي افواه البعض الآخر وجبة ساخنة وزجاجة كوكاكولا.
المهم أن قواتنا غادرت لبنان بالشكر والأوسمة والأيدي الملوحة, وسلمت للبنانيين وطناً واحداً متحداً, وجيشاً وطنياً قادراً, وحباً لاينقطع من قانا مقاومة الجنوب الى رياض الصلح بيروت الى رياق البقاع, ووعد بالأخوة مقيم, وستشهد ابتداءً من اليوم, الشجيرة التي أينعت وكيف ستتكسر على أعضائها والوريقات سموم الريح الغربية وقد تخفت بنسمات ( الديمقراطية)!!
واهم من يعتقد أن سورية خرجت من قلب لبنان, وأن لبنان طلق سوريته, فما جمعه الله لايفرقه إنسان, غير أن الوهم الأكبر هو الظن بأن إبعاد سورية يعني الاستفراد بلبنان, أو الحاقه وتوظيفه,فالشجيرة التي غرستها سورية ورعتها, عصية على الأخذ والاستفراد وعلى الالحاق والاتباع, هي التي لم تلتحق قط, بل ألحقت بجحافل اسرائيل وجيشها هزيمة لاتنسى وهي التي لم تساوم أبداً , بل سامت أعدا ء لبنان ذل الخيبة والانكسار.
الاسطوانات الاميركية ليست مشروخة, بل هي مرتبة ومسبقة الاعداد في هذه الفيلم الأميركي الطويل, الذي بدأ في العراق ووصل لبنان ويستهدف سورية. فماذا بعد قميص عثمان الوجود السوري في لبنان, وكم لدى الأميركيين من قمصان عثمان يرتدونها.