| كأن شـيئا لم يكن قضاياالثورة وذلك على خلفية اتهامها بتسريب معلومات أميركية سرية إلى الكيان الإسرائيلي. ولم يتوقف أمر التسريب على إمكانية التحقيق مع هذين الموظفين اللذين يتبوأان مركزين حساسين في المنظمة أحدهما مدير السياسة فيها ويدعى ستيفن روزين و الثاني كيث وايزمان المتخصص بالشؤون الإيرانية بل الكشف عن إجبار المنظمة الصهيونية على طردهما من وظيفتهما قبل فترة وجيزة من توصل لجنة تحقيق أميركية خاصة إلى قرار حول تجسسهما على الولايات المتحدة. إذن نحن أمام حلقة جديدة من مسلسل التجسس الإسرائيلي حتى على الحليفة الأساسية لإسرائيل وتتمحور حول حصول تل أبيب على معلومات سرية جدا تتعلق بالتوجهات السياسية الأميركية حول إيران, وتسريب مسودة أمر رئاسي أميركي حول تعامل بوش مع طهران من خلال مكتب مساعد وزير الدفاع وأحد المحافظين الجدد في البيت الأبيض. وهذه الحلقة في مسلسل التجسس ليست حالة استثنائية في علاقات أميركا بإسرائيل بل تكاد تكون طبيعية اعتاد عليها الطرفان منذ زمن طويل, ولا يكاد خبر الإعلان عن فضيحة تجسس يتلاشى أو يجف حبره حتى تسارع وسائل الإعلام عن إذاعة فضائح أخرى أشد منها. ولعل السؤال الكبير الذي يلقي بظلاله على مثل هذه القضايا: هو لماذا تقيم واشنطن الدنيا ولا تقعدها عندما تتجسس أي دولة عليها في حين تغض طرفها عن التجسس الإسرائيلي عليها والذي قد يضر بمصالحها ويعرض أمنها للخطر و يتلاعب بمصير علاقاتها مع الدول الأخرى? وكيف تتلاشى تداعيات هذه الفضائح فورا وكأن شيئا لم يكن من دون أي انتقادات لإسرائيل أو فرض العقوبات عليها. إن الحقيقة الوحيدة التي يمكن البوح بها ومن دون أي تردد هي أن الإدارة الأميركية لا تزال تجاري أهواء إسرائيل ويحاول مسؤولوها التقليل دائما من أهمية التجسس الإسرائيلي على بلادهم أمام الرأي العام وحرف الموضوع دائما عن مساره الحقيقي بالقول إن الأمر ليس إلا مجرد إساءة استخدام معلومات سرية قد يحاسب عليه من يقومون به ahmadh@ureash.com ">فقط. ahmadh@ureash.com
|
|