يمكن القول :إن الإجراءات الحكومية تساهم في إيجاد المناخ المناسب والملائم للارتقاء بالاستثمارات على أسس واضحة تشكل دافعاً ومحرضاً للمستثمرين لاختيار مشروعات في شتى المجالات تساهم في دفع عجلة الاقتصاد وبشكل تصاعدي نحو آفاق جديدة تنعكس بالمحصلة على تلبية الحاجات الاجتماعية والاقتصادية التي تتنامى يوماً بعد يوم.
إن سوق الاستثمار السياحي الأول ,الذي أقامته وزارة السياحة بمشاركة العديد من الوزارات ذات العلاقة بالنشاط السياحي والعديد من رجال الأعمال والشركات الاستثمارية وشركات الإدارة الفندقية والمصارف العامة والخاصة والجهات الخدمية والاستثمارية السياحية يعطي مؤشراً مهماً على إيجاد أسس تشكل البداية للنهوض بالاستثمارات السياحية لتأخذ شكلاً مميزاً يخدم تطلعاتنا في هذا الإطار.
لا شك أن السياحة المتوفرة لدينا في جميع الفصول إذا ما تم استثمارها بشكل مدروس وإيجاد الأجواء المناسبة والملائمة لتوفير مستلزماتها, لايمكن لهذا الاستثمار أن يحصل بشكل سريع وإنما بحاجة إلى جهود تأخذ شكلاً تكاملياً عبر تعاون جميع الجهات المعنية بهذا الإطار لإيجاد الآلية الكفيلة لواقع قوامه الجذب السياحي, ونحن أحوج ما نكون إلى استراتيجية بعيدة المدى لنصل إلى الصورة المعقولة التي يتمناها كل منا, خصوصاً أننا بلد مؤهل لأن يأخذ موقعه بين البلدان التي تتميز بأنها من الدول السياحية, لما نمتلكه من طبيعة جبلية غنية بتنوع الغابات الموجودة فيها وقربها من شواطئنا, إضافة إلى تنوع الآثار والمعالم الدينية الموجودة لدينا والتي تدل على عظمة الحضارات المتعاقبة, وكل ما ذكرناه عن هذا التنوع يشكل بحد ذاته عامل استقطاب للمجموعات السياحية التي تستهويها مثل هذه المواقع والأوابد لمشاهدتها ورصد المرحلة التاريخية التي شيدت بها, وهذا يقتضي الاهتمام أكثر بالمعالم الأثرية وترميمها والعناية بها عبر أشكال استثمارية متعددة ومتنوعة, باعتبار أن المواقع الأثرية وما ترمز إليه من دلالات تاريخية وروعة طراز البناء وشكله الذي يشكل عنصر جذب سياحي للكثيرين, وكلما كان هناك اهتمام بصيانتها وحمايتها وتأمين الخدمات اللائقة بها بشكل متسارع, ساهمنا في بقائها, فالمحافظة عليها تشكل قيمة معنوية وتاريخية وجمالية تخلد المرحلة التاريخية التي بنيت فيها .
النقطة الأخرى والتي تعتبر مكملة للارتقاء بالاستثمار السياحي هي أشكال الدعاية والترويج للتعريف بهذه المواقع والمعالم و لحظها في خطط الدعاية السياحية ويجب أن يكون التركيز عليها جميعاً بشكل متوازن ومدروس والتأكيد على الاستثمار في القطاع السياحي بشكل عملي, وتنشيط السياحة الداخلية لهذه المواقع لأنها ستلعب دوراً مهماً في زيادة الوعي لدى مواطنينا ليكون لهم دور في الدعاية لهذه المواقع, وهذا يجعلنا نؤكد دائماًعلى الاهتمام بالطرقات المؤدية إليها وتحديثها وتأمين الخدمات السياحية الضرورية من أجل ذلك والتدرج في بناء الفنادق المختلفة النجوم لأنها تشكل حافزاً ومشجعاً لزيارات متعددة ومتكررة .
ما نتمناه أن يكون سوق الاستثمار السياحي الأول يشكل البداية الحقيقية لطرح مشروعات يشكل استثمارها حالة سياحية تتصاعد وتيرتها لتشكل واقعاً تكاملياً من طبيعة خلابة وآثار وأوابد وحركة استثمارات تظهرها بالشكل اللائق ويرضي رغبات ودخل السائح وعلى جميع المستويات .