والماهية التي تتعامل فيها مع الشخصيات،ما تلتقطه هي ربما لايلفت نظرك أبدا،وما تعتقد في لحظة أنه هام،يبدو للكاميرا منفرا...
هي ليست حيادية أبدا إنها كيان قائم بذاته يقرر ما يريد،ربما في معظم اللحظات التلفزيونية
يبدو أكثر ما يجعل من البعض نجوما،أن الكاميرا أحبتهم،أنها التقطت ما يميزهم عن الآخرين،أوهم الذين تمكنوا من إيصال روح معينة أمامها.
عندما نتفرج على التلفزيون،غالبا تغيب عن أذهاننا(الكاميرا)تلك الآلة السحرية التي أوصلت إلينا هذه الصور المتلاحقة،وفي كل مرة عندما نكّون موقفا سلبيا، تجاه شخص ما، حتى لو كان كلامه منطقيا،ولا نعرف السبب ..ربما يكون السبب (الكاريزما)التي يمتلكها أمام الكاميرا..
أكثر ما يدعو للاستغراب على الفضائيات،هذا التحجيم لدور الكاميرا هذا التبسيط الذي يتم التعامل معها،...في فيلم سينمائي نراها تتحول إلى أداة مبدعة تقدم لنا كل مالا نراه لدى الشخصية،في أحيان كثيرة الكاميرا وبالتقاطها لحساسية حالات معينة تعمق الدور تعطيه أبعادا ربما لايكتشفها إلا ذاك الذي يقبع خلفها يحركها بين يديه إما لتكون أداة مبدعة أو ليحجمها ويضيق عليها الخناق لتبدو وكأنها تحاول الخروج من خرم إبرة.