تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التجلي الأخير

رؤية
الأحد 12/10/2008
محمد قاسم الخليل

تنم القراءة الخاصة للتاريخ في الأعمال الفنية عن غاية واضحة لاتحتاج إلى تفكير عميق.إنهم يريدون طمس واقعة تاريخية واستبدالها بحكاية خيالية تثير إعجاب الآخر على الضفة الأخرى من البحر.

وعادة يقوم هؤلاء باقتطاع واقعة من سياقها التاريخي ووضعها في قالب درامي, ليوهموا المشاهد أن التاريخ العربي ليس سوى جملة من الوقائع السوداء المضادة للفكر والعلم.‏

هذا ما فعله يوسف شاهين في المصير- عندما لم ير في عصر ابن رشد سوى حرق الكتب, وهو ما يعيده هيثم حقي في فيلم( التجلي الأخير لغيلان الدمشقي) بعد ثلاثين عاماً بالتمام والكمال على فيلمه الأول ( التقرير) انهم لايرون سوى حرق الكتب ويتجاهلون المخطوطات التي تعد بالملايين والتي تزين كبرى المكتبات العالمية.‏

وكما جعل من المومس(سلمون) في حصرم شامي بطلة ثورية في مواجهة وجهاء الشام -باعتبار أن ذلك المسلسل من إنتاجه -كذلك يجعل من غيلان خازناً على أيام عمر بن عبر العزيز ,وأن هشام بن عبد الملك قتله لأنه بدد أموال بني أمية.. لا أعرف كيف أصبح غيلان أمينا على المال العام, ولكن الحقيقة أنه قتل بسبب أفكاره التي استقاها من الجعد بن درهم.‏

ومثل هذه الأعمال هي بهلوانية فكرية أكثر منها عمل تغييري, لأن هدم واقعة تاريخية أو تزييفها غير ممكن... لكن من الممكن تحقيق الهدف الذي يصرحون به عند إنتاج مثل تلك الأعمال , وهي توجيه رسالة معاصرة مضمونها:( ما أشبه الليلة بالبارحة).‏

قد تثير مثل هذه البهلوانيات الفكرية إعجاب بعضهم لكنها بالتأكيد لن تستطيع قلب الحقيقة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد قاسم
محمد قاسم

القراءات: 1972
القراءات: 1060
القراءات: 1034
القراءات: 1176
القراءات: 1300
القراءات: 1125
القراءات: 995
القراءات: 1078
القراءات: 1006
القراءات: 1182
القراءات: 1250
القراءات: 1095
القراءات: 1482
القراءات: 1094
القراءات: 1277
القراءات: 1257
القراءات: 1703
القراءات: 1106
القراءات: 1674
القراءات: 1116
القراءات: 1128
القراءات: 1403
القراءات: 1301
القراءات: 1192
القراءات: 1948

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية