تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ما يجري هو المرتجى..؟!

الصفحة الأولى
الأربعاء 2-5-2012
أسعد عبود

بشكل ما، بدأت الأزمة في سورية تدور على محورها رغم كثرة المتدخلين وكأن دخولنا هذه الحلقة المفرغة – إلا من الدم – هو الهدف المؤقت الراهن!! ومؤداه أن تتعايش مع الإرهاب وفقدان الأمان والانقسام بانتظار جاهزية الخارج للتدخل للإجهاز على سورية بالمعنى الكامل للكلمة.

لا يبدو أحد قادراً على حسم المسألة، ولا حتى دولياً.. الواقع الدولي أضعف من الواقع الوطني – نسبياً – وبالتالي قد تطول بنا الحكاية إلى أن تصحو العقول.‏

بكل بساطة ورغم مئات الملايين التي تنفق.. ورغم طوفان الإعلام.. وانشغال برامج البحث والدعم إلى الآن يبدو الأقدر على الحل هو صحوة عقول السوريين التي لم تظهر ملامحها أبداً..‏

المعارضة، بعضها مازال يراهن على التدخل العسكري.. و بعضها على سقوط النظام بفعل فاعل ما..؟! والموالاة تفسر عجز القوى المواجهة، بأنه ثبات وانتصار..؟! ولا أحد يقدم جديداً صالحاً لأن يشكل مخرجاً ممكناً لأن ما يقال لا يمثل نظرية ممكنة.. بل إن ما يقدم في أحسن حالاته، لهاث خلف حراك بدأ وتحول وخرج عن كل طور ولم يعد حتى الحراك ذاته قادراً على التوقف.. أبعد الناس عن الفعل في الحالة السورية هو الشعب السوري.. اعتاد أن يكون مبعداً فابتعد أكثر مما يجب..‏

وسط هذه الأوضاع والأحوال تبدأ مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان ومعه المراقبون الدوليون في محاولة العمل لوضع حد للعنف كخطوة أولى.. ويتصدى له كثيرون بينهم العديد ممن شرع لها.. بالتسليح والتفجيرات كثيراً، وبالتشكيك أكثر !حتى أن «أصدقاء سورية جداً» بدؤوا البحث عن بدائل لخطة أنان!؟ ولعل أكثر ما يخشونه، الوصول إلى نقطة الحوار ضمن الخطة !؟‏

إن ما يجري يشير بوضوح الى أن صراع المصالح من حول سورية لا تشارك فيه المصالح الوطنية السورية.. ولأنه غير قادر على الحسم «دولياً».. تبقى البوابة صغيرة وضيقة لعبور المصلحة السورية في محاولة الحسم.. ولكن..؟!!! هل تعبر..؟!‏

بتقديري أن الوضع الراهن.. راهن.. أكان مؤامرة أم صراعٍاً تاريخياً موضوعياً – وفي كل صراع من هذا النوع هناك مؤامرة – وإمكانية العبور بالمصلحة الوطنية من خلال مواصفات وشروط الواقع الراهن ليس بالضرورة أن تتوفر لنا غداً.. لأن الراهن كما قلت.. راهن.. وليس أبدياً..؟! في العداوات وفي الصداقات وفي الإمكانات والاستعدادات هو راهن.‏

إلى الآن لم تحدد المصلحة الوطنية ماذا تريد! والمهمة الدولية بدأت خطواتها.. لم نقدم برنامجاً خاصاً في القول والعمل، لم يلتق ممثلو هذه المصلحة لتصويرها في برنامج.. بل هو الدوران على محور الأزمة.. والعجز صورته الأبرز في المعارضة أو المعارضات.‏

هل يعتقدون أنهم بريئون من الدم الذي يسفك..؟!‏

هل يظنون أن تحليلاتهم وتنظيراتهم على الفضائيات تعفيهم من المسؤولية مهما كانت كفاءتهم في لصق التهم..؟!‏

إلى متى يحلمون أن ثمة من سيفعل لحسابهم وبالوكالة عنهم..؟!‏

مهمة المبعوث الدولي قائمة وتاريخية إن أردنا أن نبني على هامشها مشروعاً تاريخياً.. وإلا.. فهناك من ينتظر ويحلم بفشلها ليكون ما يجري في بلادنا اليوم هو الهدف وإلى سنين طويلة قادمة.. و حتى يتفرغ لنا ذوو الشأن.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 693
القراءات: 719
القراءات: 695
القراءات: 791
القراءات: 651
القراءات: 766
القراءات: 710
القراءات: 763
القراءات: 695
القراءات: 733
القراءات: 632
القراءات: 727
القراءات: 725
القراءات: 691
القراءات: 730
القراءات: 862
القراءات: 607
القراءات: 904
القراءات: 1064
القراءات: 806
القراءات: 769
القراءات: 1082
القراءات: 973
القراءات: 755
القراءات: 908

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية