تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مراجعة في أوراق آذار

البقعة الساخنة
الأحد 9 / 3 / 2008
علي نصر الله

في مراجعة سريعة لأوراق الثورة التي نستحضر بعض ذكرياتها ومجرياتها هذه الأيام لا بد أن تستوقف القارىء محاولة حزب البعث العربي الاشتراكي الاضاءة على الحالة الداخلية السورية خصوصاً ,وعلى الواقع العربي عموماً, وسعيه لمعالجة هذا الواقع مستنداً في ذلك الى الفكر القومي وعوامل التاريخ والجغرافيا.

وإذا كان الحزب قد نجح في ثورة آذار بوضع حد لحالة الانقسام والاضطراب داخل المجتمع السياسي والحزبي في سورية, وأسس لحالة من الاستقرار مكنت القوى السياسية والمجتمعية تالياً من الاسهام في المشاركة بإعادة بناء الدولة على قاعدة التقارب لا التنافر, والمشاركة لا الإلغاء, فإن الحزب قدم رؤى مهمة على الصعيد الوطني والقومي.‏

هذه الرؤى والأفكار القومية وإن بقيت مجرد أفكار نظرية لأسباب موضوعية وأخرى غير موضوعية, فإن توالي الأحداث المتشابهة الى حد التطابق يؤكد صوابيتها والحاجة الى تبنيها وتحويلهاالى وقائع, وإن بروز التحديات ذاتها وسيرورة الأحداث المتشابهة لم تقلل من أهمية رؤى البعث وإنما تعمقها وتثبت من جديد أن خلاص الأمة بتضامنها ووحدتها التي تكفل لها نهوضها واستعادة دورها التاريخي.‏

فإذا كان من الصحيح القول في توصيف مرحلة الثورة إنها مرحلة عصيبة ودقيقة مليئة بالتحديات التي فرضتها وأملتها المخططات الخارجية التي تستهدف الأمة في حاضرها ومستقبلها, فإن الصحيح أيضاً القول: إن التحديات ذاتها ما زالت ماثلة اليوم, وبالتالي فإن المرحلة الحالية تزداد دقة وصعوبة بسبب فشل المشروع القومي العربي وتراجع المد القومي في مقابل تنامي وازدياد حدة ووضوح الهجمة والمخططات المعادية.‏

فما كان يدبر في الخفاء يقال اليوم في العلن دون استحياء, وهو ما يشكل خطورة مضاعفة ينبغي أن تشكل بدورها حافزاً إضافياً للعمل على التصدي لمخططات الرامبو الأميركي الذي لم يعد يخفي أوهامه بشأن المنطقة, والذي راح يجاهر بمشاريعه الشرق أوسطية, فمرة يريد صنع شرق أوسط جديد, وأخرى يريده كبيراً, ولا يرى سبيلاً الى ذلك إلا بدعم اسرائيل وتبني حروبها ومنطقها العدواني العنصري.‏

إن مواجهة نزعة الهيمنة الأميركية ومبدأ استخدام القوة لفرض وقائع جديدة في المنطقة يتطلب العودة الى الفكر القومي والحاجة الى إحيائه لحماية مصالح وحقوق وكرامة الأمة.. وإن الوقوف على أعتاب استحقاق القمة العربية في دمشق يشكل مناسبة وفرصة مهمة لاجتماع العرب واتخاذ مواقف مسؤولة من شأنها تفعيل التضامن والعمل المشترك ,والخروج بموقف موحد حده الأدنى الاعلان عن الرفض القاطع والحازم لمشاريع اسرائيل والولايات المتحدة ,والعمل والتحرك الجاد لاسقاطها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12288
القراءات: 1613
القراءات: 1273
القراءات: 1433
القراءات: 1393
القراءات: 1202
القراءات: 1449
القراءات: 1310
القراءات: 1433
القراءات: 1515
القراءات: 1521
القراءات: 1590
القراءات: 1861
القراءات: 1233
القراءات: 1310
القراءات: 1249
القراءات: 1623
القراءات: 1434
القراءات: 1400
القراءات: 1480
القراءات: 1431
القراءات: 1457
القراءات: 1429
القراءات: 1731
القراءات: 1436
القراءات: 1315

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية