تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الزمن الرديء

حدث وتعليق
الأحد 9 / 3 / 2008
هيثم صالح

من يتابع سير الأحداث في المنطقة وعلى مدى قرن من الزمن لابد له ان يكتشف اننا نمر اليوم بأسوأ فترة زمنية في تاريخنا المعاصر ان لجهة التفكك والتشرذم واختلاف الرأي وتفرق الصف أولجهة انقلاب المعايير الدولية وتغيير ها وإنفلاتها من عقالها المنطقي.

حتى أضحى مصطلح ( الزمن الرديء ) عبارة لطيفة لتوصيف الحالة التي تمر بها منطقتنا العربية.‏

فإسرائيل وعلى مدار العقود الستة الماضية تمارس في فلسطين وجوارها عمليات القتل والتدمير والتهجير وأخيراً المحرقة وهي كيان غاصب وارهابي ولكنها بنظر الغرب وأدبياته السياسية واحة للديمقراطية والحربة وبنظر الغرب أيضاً ضحية لمن تقتلهم يومياً بالعشرات وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم وتمارس عليهم كل اشكال التنكيل والتجويع والحصار.‏

ومن سخريات هذا الزمن أن هذا الغرب لايجد أدنى حرج عندما يطلق على الضحايا الفلسطينيين صفة ( الارهابيين ).‏

ومن هنا فإن الدليل على كل ذلك أنه بعد العملية الاستشهادية الاخيرة في القدس المحتلة ضد المدرسة الدينية الصهيونية المتطرفة التي تخرج طلاباً وحاخامات مشبعين بالحقد على العرب ومهيئين لقتلهم, نقول بعد هذه العملية تسابق العالم في انتقاء وصياغة عبارات الادانة والشجب ودعت الولايات المتحدة مجلس الامن في أقل من ساعة لاجتماع استثنائي ليدين العملية التي أودت بثمانية متطرفين اسرائيليين, ولولا موقف المندوب الليبي لكانت الادانة قد حصلت ولكن هذا العالم والامم المتحدة لم يرف لهم جفن على مدار أيام من المحرقة في غزة والتي كانت حصيلتها اكثر من 130 شهيداً فلسطينياً بينهم 40 طفلاً بعضهم لم يتجاوز عشرين يوماً عدا عن مئات الجرحى والمصابين.‏

يمكننا القول: ان ماحصل في العالم والامم المتحدة ومجلس الامن حيال هذه العملية يجب ان يكون درساً للعرب وعليهم ان يعلموا ان هذا العالم لا يقف إلا مع القوي والمؤتمر لا يتحرك إلا باتجاه مركز الثقل والقرار.‏

وإذا كان الواقع العربي حالياً يمر بزمن رديء فإن الخروج منه اسهل مما يتخيله البعض ولا يحتاج إلا إلى تضافر العرب وتكاتفهم ووقوفهم بوجه هذا الظلم, عندها فقط ستتغير المعايير.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 08/03/2008 23:15

الأمر السيء حلقات متسلسلة تفضي كل واحدة إلى أخرى, ومنذ أجيال مضت فرطت ووصولا لجيل اليوم, ونحن نستحق مايحدث لنا, فزمننا الرديء اليوم نتاج ضياع جيلنا السابق, وحتى اللحظة لم يمر علينا درسا واستفدنا منه أو اعتبرنا منه, فنحن من تراجع في موقع إلى تراجع في موقع آخر, ومن خسارة موقع إلى خسارة موقع آخر, ولن يخرج منا فائز واحد, فلا الأنظمة ستبقى في مكانها , ولاالشعوب ستنهض, وهكذا دواليك حتى ثورة العبيد.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 هيثم صالح
هيثم صالح

القراءات: 766
القراءات: 833
القراءات: 866
القراءات: 793
القراءات: 911
القراءات: 874
القراءات: 842
القراءات: 863
القراءات: 904
القراءات: 939
القراءات: 948
القراءات: 1254
القراءات: 981
القراءات: 1052
القراءات: 1043
القراءات: 998
القراءات: 1027
القراءات: 1026
القراءات: 1067
القراءات: 1146
القراءات: 1119
القراءات: 1163
القراءات: 1043
القراءات: 1125
القراءات: 1190

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية