| الزمن الرديء حدث وتعليق حتى أضحى مصطلح ( الزمن الرديء ) عبارة لطيفة لتوصيف الحالة التي تمر بها منطقتنا العربية. فإسرائيل وعلى مدار العقود الستة الماضية تمارس في فلسطين وجوارها عمليات القتل والتدمير والتهجير وأخيراً المحرقة وهي كيان غاصب وارهابي ولكنها بنظر الغرب وأدبياته السياسية واحة للديمقراطية والحربة وبنظر الغرب أيضاً ضحية لمن تقتلهم يومياً بالعشرات وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم وتمارس عليهم كل اشكال التنكيل والتجويع والحصار. ومن سخريات هذا الزمن أن هذا الغرب لايجد أدنى حرج عندما يطلق على الضحايا الفلسطينيين صفة ( الارهابيين ). ومن هنا فإن الدليل على كل ذلك أنه بعد العملية الاستشهادية الاخيرة في القدس المحتلة ضد المدرسة الدينية الصهيونية المتطرفة التي تخرج طلاباً وحاخامات مشبعين بالحقد على العرب ومهيئين لقتلهم, نقول بعد هذه العملية تسابق العالم في انتقاء وصياغة عبارات الادانة والشجب ودعت الولايات المتحدة مجلس الامن في أقل من ساعة لاجتماع استثنائي ليدين العملية التي أودت بثمانية متطرفين اسرائيليين, ولولا موقف المندوب الليبي لكانت الادانة قد حصلت ولكن هذا العالم والامم المتحدة لم يرف لهم جفن على مدار أيام من المحرقة في غزة والتي كانت حصيلتها اكثر من 130 شهيداً فلسطينياً بينهم 40 طفلاً بعضهم لم يتجاوز عشرين يوماً عدا عن مئات الجرحى والمصابين. يمكننا القول: ان ماحصل في العالم والامم المتحدة ومجلس الامن حيال هذه العملية يجب ان يكون درساً للعرب وعليهم ان يعلموا ان هذا العالم لا يقف إلا مع القوي والمؤتمر لا يتحرك إلا باتجاه مركز الثقل والقرار. وإذا كان الواقع العربي حالياً يمر بزمن رديء فإن الخروج منه اسهل مما يتخيله البعض ولا يحتاج إلا إلى تضافر العرب وتكاتفهم ووقوفهم بوجه هذا الظلم, عندها فقط ستتغير المعايير.
|
|