فعلى الصعيد الاقتصادي يمكننا القول ان ثورة آذار قد انطلقت بقوة, وفي الوقت ذاته بمرونة, فقد حرصت دائما على مواكبة التطورات التي تجري في العالم, الى جانب حرصها على النهوض بالطبقات المسحوقة من الشعب, وايصالها الى حقوقها, حيث اعتبرت ان تلك الحقوق كانت مسلوبة منها, وهي الاحق بها, فأكملت هذه الثورة, قضية الاصلاح الزراعي, وكان اصلاحا تنفيذيا وحقيقيا, وقد اهتمت الثورة بالزراعة اهتماما كبيرا , ايمانا منها بأننا بلد زراعي اولا, وكانت اضخم محطات الثورة في هذا المجال, اقامة سد الفرات , لارواء الاراضي الشاسعة هناك, واحداث انقلاب اجتماعي في المنطقة الشرقية, بعد ان عانت طويلا من الظلم والاضطهاد, والاهمال, فصارت هذه المنطقة فعليا, السلة الغذائية والزراعية الاهم في سورية , فهناك الانتاج الاضخم من القمح والقطن والشوندر, فضلا عن الكثير من اصناف الخضار والفواكه.
الثورة ركزت على الصناعة ايضا تركيزا كبيرا, ولا سيما تلك الصناعات التي من شأنها خلق قيم مضافة على المنتجات الزراعية, فكانت صناعات الغزل والنسيج, والسكر, والكونسروة , والالبان , وما الى ذلك .
كما اهتمت اهتماما كبيرا بالخدمات, فأنشأت المدارس والمستشفيات, والطرق, وغير ذلك, فلثورة آذار يعود الفضل فعلا في ايجاد مثل هذه الركائز التي لن نتمكن من الوصول الى اهدافنا لولا ان تكون راسخة, ومن بداية المشوار, فكانت كالصافرة التي جعلتنا ننطلق نحو اهدافنا المرجوة .