القوى الاساسية في المنطقة , مطالبة في هذه المرحلة الهامة والمفصلية , ان تنظر الى الاوضاع برؤية مختلفة , وأن تتخلى عن الرهان على قوى لم تفعل شيئا سوى نشر الرعب والموت في العالمين العربي والاسلامي, ومحاولة احياء صراعات مذهبية وخلافات سياسية لخدمة مصالحها واسرائيل .
حالة الضياع والفشل التي ترافق السياسة الاميركية , و الصحوة الاوروبية المتأخرة لخطورة هذه السياسة الحمقاء, عنصران اساسيان للاستثمار بهدف استعادة الدور العربي, او على الاقل جزء هام منه , خلافا لما يحاول بعض الذين يعتاشون على المساعدات الاميركية تسويقه, لجهة الحذر وعدم تحدي (الوحش الاميركي) المجروح في اكثر من مكان .
ان الاعتراف العالمي باستحالة ايجاد حلول لملفات المنطقة , ومشكلاتها التي فاقمتها السياسة الاميركية , ودعم اوروبا لها دون اشراك بعض دول المنطقة ,هو اعتراف صريح وعلني بصواب سياسة هذه الدول, وصحة قراءتها للاحداث وتطوراتها, ويجب أن لا يكون ذلك مصدر ازعاج للدول الاخرى التي ركبت القاطرة الاميركية من قبيل تلافي رياح العاصفة, وانما مصدر اعتزاز وتقدير , و مدخل مهم لدور عربي فعال يتجاوز حدود ردات الفعل الى التأثيرالمباشر الكفيل باحداث التحول في اليات التفكير , واتخاذ المواقف السياسية والاقتصادية , والتعامل مع القوى الكبرى من منطلق الحرص على المصالح العربية بالدرجة الاولى .
القمة العربية القادمة وما سينتج عنها هام جدا لإحداث التغيير المطلوب ,والقادة العرب مطالبون بقرارات تأخذ في الحسبان التطورات السياسية والمواقف الاميركية الاوروبية الجديدة ازاء اشراك حكومات المنطقة بحل اوضاعها , وأي تراخ في التعامل مع ذلك بالكثير من المسؤولية و الحنكة والجدية والثقة بالنفس سينعكس خطرا داهما على المنطقة برمتها .
الفرصة سانحة لاستعادة الدور العربي , وتوفرت بجهود وتضحيات الاكثرية الشعبية العربية واقلية من الحكومات العربية , وما على الذين يتحدثون عن مخاطر تنامي ادوار في المنطقة الا الاقتناع بامكانياتهم والثقة بشعوبهم لملء الفراغ الذي احدثه غيابهم و تحول الى ساحة للصراع الاقليمي والدولي .