وبالتالي هل ادركت ان الجهد والمال الذي تبدده على الحملات الاعلامية لن يحقق المهمة التي كلفت بها , ولن يجدي نفعا كل ذلك مع ادارة عرفت كيف تستعدي الشعوب قبل الحكومات?!.
بالامس كانت المظاهرات ضد تشيني وبوش في اليابان وفي جميع محطات جولة تشيني الاسيوية .. واليوم غضب شعبي في البرازيل والاورغواي والمكسيك وباقي محطات جولة بوش على الدول الاقرب الى اميركا التي كانت تدعى بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
وفي عودة الى الوراء قليلا يمكن استحضار الشعارات التي كان يرفعها المتظاهرون في المدن والعواصم التي استضافت اجتماعات منتدى دافوس ومؤتمرات قادة الدول الصناعية , حيث كانت الولايات المتحدة تحظى بالنصيب الاكبر من الشعارات المناهضة لها ولسياسات ادارتها الحالية.
كما يمكن استحضار نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في اوروبا والتي اظهرت ان الاغلبية العظمى ترى في الولايات المتحدة واسرائيل اكبر خطر وتهديد للسلام والامن الدوليين.
هذه النتائج وتلك المظاهرات وحدها تعد كافية لدحض التساؤل الشهير للرئىس بوش: لماذا يكرهوننا, بل ان استمرار الانطباع الذي تعكسه الاستطلاعات والمزاج الشعبي العالمي ازاء سياسة بوش من شأنه ان يثبت حماقة هذه الادارة من جهة ويدعو من الجهة الاخرى الى اعادة صياغة او انتاج تساؤل بوش على النحو التالي : لماذا يكره العالم هذه الادارة?!.
فالعالم وشعوبه لا تكره الولايات المتحدة ولا شعبها, وانما هذه الادارة وسياساتها الغبية , بدليل تعاطف العالم مع الشعب الاميركي غداة احداث 11 ايلول , وبدليل ان العالم كله لايزال بالفطرة قادرا على التمييز بين الحماقة ورجاحة العقل وبين التهور وسداد الرأي , والا فما معنى الترحيب الواسع بتوصيات بيكر هاملتون ومقترحات الديمقراطيين بشأن العراق , واستطرادا: لماذا يستثير بوش غضب الملايين في هذا العالم?!.