تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وصل.. وارتد مهزوماً!

البقعة الساخنة
الأربعاء 21-5-2014
خالد الأشهب

ما يجري في ليبيا واليمن وسورية, وربما أيضاً في مصر وتونس وحتى السودان نموذج حي ومباشر لما أسموه يوماً الفوضى الخلاقة ثم ألبسوه زياً مزيفاً باسم الربيع العربي,

كان مرسوماً له أن يرسل دول المنطقة العربية كاملة إلى الفوضى المدمرة وإلى انهيار أجهزة الدولة ومؤسساتها في هذه الدول وخاصة الجيوش الوطنية الراعية للوحدات الوطنية بدليل عمى وسطحية الشعارات المرفوعة في مجرد إسقاط الأنظمة دون بدائل, ودون برامج سياسية محددة لإجراء التغيير وملامح هذا التغيير, وأن يمهد لدورة استعمارية جديدة تخضع فيه هذه الدول لمشيئة المستعمر الغربي دون حاجته إلى احتلالها مباشرة وفق النموذج العراقي.‏

غير أن استعصاء سورية على تنفيذ المخطط المرسوم وصمود الدولة والجيش فيها, فضلاً عن صمود وحدتها الوطنية الاجتماعية, أوقف المشروع رغم نجاحه في ليبيا وتونس واليمن ونسبياً في مصر, بدليل أن ما يجري في هذه البلدان اليوم لا يمكن توصيفه بخارطة طريق لتغيير ما, بل خارطة طريق من التخبط والفوضى, التي تؤدي إلى عكس ما يفترض أن تؤدي إليه الثورات الحقيقية.‏

الاستعصاء السوري كشف زيف الربيع العربي مثلما كشف حقيقة الرسم الخارجي والمخطط لهذا الربيع.. خاصة بعد التغلغل الإرهابي العالمي الواسع في الساحة السورية, فمنعه من الامتداد بعدما كان ناراً في هشيم, وأيقظ لدى شعوب المنطقة ارتداداً عفوياً عن الانخراط قدماً في ما يجري.‏

اليوم, ومع الهزيمة اليومية المتدرجة للإرهاب العالمي في سورية من جهة, ومع الإخفاق المدوي للشعار الغبي الداعي إلى إسقاط الأنظمة من جهة ثانية, والذي تترجمه حروب العصابات الضارية في ليبيا, والفشل السياسي في تونس واليمن والتمدد الإرهابي فيها وفي مصر, ومع غياب الثورة الحقيقية عن كل هذه الدول والمجتمعات من جهة ثالثة, يكاد المستقبل أن يكون مقروءاً بوضوح أكبر, فالمشروع الأميركي الصهيوني الغربي المدمر الذي بدأ بعيداً وغير مباشر, وكانت غايته الحقيقية سورية الدولة والمؤسسات والكيان السياسي.. وصل واستعصى ثلاث سنين ونيف, وهاهو على أبواب الهزيمة التي سيتداعى فيها رجوعاً إلى حيث بدأ ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3092
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية