وأكثر من تتهم حلف الناتو المجرم وأعراب الخليج ووهابية من خلف جمالهم المحملة بالمال والنفط. أنه بسبب العدوان العسكري الآثم على دولة ليبيا قبل ما ينوف عن الثلاث سنوات أزاحوا القذافي عن صدر الليبيين وقضوا على ليبيا وشعبها بدلالة ما جرى ويجري اليوم أمام الأعين الوقحة التي لم تعد تخجل من جرائمها بل تتغنى بها وتفتخر.
ها هم كالذئاب على الفريسة... إرهاب وإسلاميون وسعوديون وقطريون وخليجيون وكلهم بإمرة السيد الأميركي الواحد ووكيليه الأوروبي والإسرائيلي، يمزقون ما بقي من الجسد الليبي وقد غابت أناشيد الحرية والحياة لتزدهر أناشيد الظلام والموت. تموت الضحية ويأكلون لحمها ولا من يحتج مجرد احتجاج.
أميركا بعد مصرع سفيرها هناك، تفضل أن تمتص الدماء من وراء البحار وقد أرسلت طليعة «مارينز» إلى جزيرة صقلية كي تستطلع من أين يمكن أن يستمر مص الدم الليبي.
الغرب استدرك الوضع وابتعد بمن يخدم في سفاراته كي لا يخسرون وبرة واحدة من شعر جلودهم! رغم اكتناز الفريسة.
قطر تدير أطرافاً للعبة وتوغل أبعد في الدم لتعوض ما دفعتــه كي تؤكد أهلــــيتهـا للمضي أبعد من حجمها القزم... كثعلب ينافس الضباع والوحوش.
السعودية سحبت العاملين في سفارتها ولم تسحب الإرهابيين القادمين من عندها وبأمرها. هؤلاء لهم مهمة أخرى للقضاء الكامل على الضحية.
وفي الجوار مصر تمنع رعاياها من الذهاب إلى البلد الجريح وتمنع الليبيين من الدخول إلى مصر. وتونس تحشد قوات لها وتغلق الحدود. الجزائر أيضاً تغلق الحدود والسفارة وكل الجوار يخشى تسرب الإرهاب الذي يقطن ويتكاثر في ليبيا « الحرية والديمقراطية « اليوم. والفرصة الكاملة متاحة للبلد الجريح كي ينتهي وشعبه على مهل !!
هذا ما بقي من الثورة المدعومة بقوى الغرب الاستعماري ورعاة الجمال في الخليج. ومغطاة جريمتها بجريمتين. واحدة ارتكبها مجلس جامعة الدول العربية، والثانية ارتكبها مجلس الأمن الدولي. رحل نظام القذافي... كان ضرورياً أن يرحل... كتبوا نهايته بجريمة يندى لها ضمير البشر رغم كل ما ارتكبه. ولم يسألوا أنفسهم.. ماذا بعد ؟!...
اليوم لم يعد يصح السؤال « ماذا بعد ؟ «... الذي كان ينتظر فيما بعد، يجري اليوم ! قتل وتدمير وخراب... والشعب الذي نشد يوماً الحرية والديمقراطية... تحول إلى قبائل متناحرة مستفيداً من الغزو الأطلسي الخليجي المتخلف.
السيد المدعي العام الجنائي الدولي... هل يمكن أن تسألهم عما فعلوا... والقرائن والأدلة أكبر بكثير من أن يمكن إخفاؤها ؟.