قال قائلنا.. ولم يمنعنا أحد أن نقول !.. لكننا خرسنا وحجبنا العقل المبدع والمبادرة، كي يصح ما قاله قائلنا واضعاً لنا بساطاً للكسل نكلله بالضباب كلما رأينا بالبصر والبصيرة النار تدب في جوانبه.. حتى احترق البساط من تحتنا.. فإذا كان للنار التي تلتهم أقدامنا وأجسادنا و أرواحنا، أن توقظنا من غفلة طال زمانها كان مباركاً ذاك الدم الذي أهدر كي نصحو.
من نحن..؟
لعلنا بواقعنا البغيض هذا يتسع وجودنا لنحتل العالم كله ! في هذا القول تمييع للأمور.. العالم في أزمة.. هذا صحيح.. لكننا على أطراف العالم وفي ساحاته وشوارعه لا نتساوى بالمطلق في أزمتنا.. إذاً من نحن..؟!
لولا انتفاضات للعقل في آسيا، لقلت نحن الذين عُرفنا يوماً بالعالم الثالث.. ومن دون التقدم الذي تشهده بعض دول آسيا اليوم «الصين.. الهند.. ماليزيا ربما.. وغيرها» على ما به من اشكالات، وعلى مايواجه من تحديات، يبرزها الخوف من الحرية... لانعود عالماً ثالثاً.. ولاحتى عاشراً ! بل نصبح دولاً وشعوباً خارج حسابات الأزمان والتاريخ.
لايتحد العالم الثالث في توصيف أزمته.. يتحد في الفساد واستيراد نتائج البحث العلمي وشروط التجربة والانتماء إلى حضارة معاصرة قلّ دوره في إحداثها وصغر، وفي مؤخرة هذا الركب من العجز والارتباك، نأتي نحن.. الشعوب العربية والاسلامية والافريقية.. ومعنا بعض من آسيا و أميركا الجنوبية.. نحن وبشكل خاص منا أصحاب التراث الثقافي والفكري الذين نميل برؤوسنا وعقولنا إلى الماضي لنحضر ذاك التراث نحكم به الحاضر والمستقبل، نحن الذين قال قائلنا..؟! كي لا يبدو ما أقوله معنياً به التراث الديني وحسب.. بل نحن قوميين وشيوعيين ويساريين ويمينيين الذين ليس لدينا مانقوله.. فقد قال قائلنا وخرسنا نحن إلى درجة الصمت الذي لايسمع فيه إلا ما قاله الماضي أو الحاضر بلسان الماضي أو الساحر المخادع حتى ولو كان من مستبدينا و دكتاتوريينا، فمن أي خرق لجبهة الصمت وحجب العقل والفكر.. سيمر المستقبل.
العالم في أزمة.. هذا صحيح.. ولأزمتنا غير المتشابهة مع أزمته حتى ولو كانت امتداداً لها.. وضع مختلف كلياً إلى درجة الموت الزؤام الذي يشهده هذا الشرق.. وأمر ما فيه أننا لا يبدو علينا اتجاه حقيقي للاستفادة من دروس التجربة المميتة ؟؟!!
لأزمتنا بعناوينها البارزة هذه المقالة، ولأزمة العالم، المقالة القادمة..