تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لنجب على ما هو قادم.. و ليس ما مضى

خَطٌ على الورق
الثلاثاء25-11-2014
أســــــــــعد عبـــــــــود

نحن إما فقراء نكد من أجل اللقمة ونحلم بالماضي.. وإما أغنياء نستورد كل شيء ونشرّح المستقبل على خشبة الماضي. معظم مشاكلنا ومخاوفنا وصراعاتنا التي تستقطب جهودنا ومانملك، قائمة بسبب خلافنا على الماضي.. ولاخلاف بيننا على المستقبل، وكيف نواجهه، إلا مايفرضه تفسير المستقبل بموجب مامضى !!!

قال قائلنا.. ولم يمنعنا أحد أن نقول !.. لكننا خرسنا وحجبنا العقل المبدع والمبادرة، كي يصح ما قاله قائلنا واضعاً لنا بساطاً للكسل نكلله بالضباب كلما رأينا بالبصر والبصيرة النار تدب في جوانبه.. حتى احترق البساط من تحتنا.. فإذا كان للنار التي تلتهم أقدامنا وأجسادنا و أرواحنا، أن توقظنا من غفلة طال زمانها كان مباركاً ذاك الدم الذي أهدر كي نصحو.‏

من نحن..؟‏

لعلنا بواقعنا البغيض هذا يتسع وجودنا لنحتل العالم كله ! في هذا القول تمييع للأمور.. العالم في أزمة.. هذا صحيح.. لكننا على أطراف العالم وفي ساحاته وشوارعه لا نتساوى بالمطلق في أزمتنا.. إذاً من نحن..؟!‏

لولا انتفاضات للعقل في آسيا، لقلت نحن الذين عُرفنا يوماً بالعالم الثالث.. ومن دون التقدم الذي تشهده بعض دول آسيا اليوم «الصين.. الهند.. ماليزيا ربما.. وغيرها» على ما به من اشكالات، وعلى مايواجه من تحديات، يبرزها الخوف من الحرية... لانعود عالماً ثالثاً.. ولاحتى عاشراً ! بل نصبح دولاً وشعوباً خارج حسابات الأزمان والتاريخ.‏

لايتحد العالم الثالث في توصيف أزمته.. يتحد في الفساد واستيراد نتائج البحث العلمي وشروط التجربة والانتماء إلى حضارة معاصرة قلّ دوره في إحداثها وصغر، وفي مؤخرة هذا الركب من العجز والارتباك، نأتي نحن.. الشعوب العربية والاسلامية والافريقية.. ومعنا بعض من آسيا و أميركا الجنوبية.. نحن وبشكل خاص منا أصحاب التراث الثقافي والفكري الذين نميل برؤوسنا وعقولنا إلى الماضي لنحضر ذاك التراث نحكم به الحاضر والمستقبل، نحن الذين قال قائلنا..؟! كي لا يبدو ما أقوله معنياً به التراث الديني وحسب.. بل نحن قوميين وشيوعيين ويساريين ويمينيين الذين ليس لدينا مانقوله.. فقد قال قائلنا وخرسنا نحن إلى درجة الصمت الذي لايسمع فيه إلا ما قاله الماضي أو الحاضر بلسان الماضي أو الساحر المخادع حتى ولو كان من مستبدينا و دكتاتوريينا، فمن أي خرق لجبهة الصمت وحجب العقل والفكر.. سيمر المستقبل.‏

العالم في أزمة.. هذا صحيح.. ولأزمتنا غير المتشابهة مع أزمته حتى ولو كانت امتداداً لها.. وضع مختلف كلياً إلى درجة الموت الزؤام الذي يشهده هذا الشرق.. وأمر ما فيه أننا لا يبدو علينا اتجاه حقيقي للاستفادة من دروس التجربة المميتة ؟؟!!‏

لأزمتنا بعناوينها البارزة هذه المقالة، ولأزمة العالم، المقالة القادمة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية