دائما يتهم العرب بالضعف في قبض ثمن الإنجازات والانتصارات لظروف متعددة، وبالنظر لحجم التضحيات والخسائر الكبيرة التي قدمها الشعب السوري طوال هذه الحرب يجب أن يكون كل مواطن سوري في موقعه مسؤولا عن حصد الثمن الكامل الذي ترتب على انجاز كبير من نوعه تمثل بكسر القطبية الأحادية الأميركية التي كان من المتوقع أن تستمر لمئة عام .
إن حصد الثمن الكامل للانتصار الكبير الذي يحققه الشعب السوري يسهم الى حد قياسي في الحد من الخسائر التي لحقت بالوطن وفي الوقت نفسه يوفر لسورية كدولة مقومات اضافية دون منغصات لتكون أقوى وأكثر منعة وأعظم دورا في المستقبل تنحي كليا محاولة البعض ممن دعم التنظيمات الإرهابية مشاركة سورية في حصد كل النتائج الايجابية.
قد يسأل الكثيرون ما حجم المساهمة للمواطن لتكون النتيجة مثلى...؟ والجواب ..النجاح في ذلك يبدأ عند المواطن كفرد وينتهي عند الدولة كشعب وعمل جماعي.
إن تكاتف جميع السوريين اليوم ومنهم من انخرط ضد الوطن في منع الأدوات والتنظيمات الإرهابية المدعومة من قوى إقليمية ودولية من الاستمرار بإعطاء هذه القوى المعادية فرصة التدخل في الشأن السوري كاف لإنجاز أكثر من خمسين بالمئة من حصد ثمن الانتصار لأن الإسراع باستعادة الأمن والاستقرار إلى العديد من المناطق التي توفر للقوى المعادية ملاذات التدخل من شأنه قطع دابر التدخل في الشأن السوري وبالتالي يستطيع السوريون التفاهم مع بعضهم لمصلحتهم أولا وللمصلحة العامة للدولة بشكل عام.
وكذلك الأمر يمكن لكل سوري أن يحول دون إيجاد القوى والدول المعادية أي بدائل اخرى للتدخل في الشأن الداخلي السوري، حيث تحاول هذه الجهات تحقيق ما عجزت عن إنجازه بالإرهاب بوسائل سياسية واقتصادية حيث تعمل القوى المعادية للتضييق على الشعب السوري اقتصاديا واستغلاله من هذا الباب، وهنا يأتي دور المواطنين الواسع عبر استثمار كل الظروف والمعطيات السورية الطبيعية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة للشعب السوري ككل، و لن يعدم السوريون الوسائل لسد الباب بوجه كل من يحاول الولوج للتدخل في الشأن الداخلي السوري من هذا الباب وتأتي هنا الأهمية القصوى لدور المواطنين في مساعدة الجيش والمؤسسات على استعادة بعض المنشآت الاقصادية والبترولية والغازية في البقاع السورية فمن شأن ذلك توفير العملة الصعبة التي تصرفها الدولة لشراء المشتقات النفطية وتحويلها إلى قطاعات خدمية واقتصادية في مجال إعادة الإعمار وغيره من القطاعات التي ضربها العوز جراء الحرب الإرهابية على سورية...
والملف الثالث والذي لا يقل أهمية عن سابقيه هو دور المواطنين في محاصرة الانتهازيين وتجار الأزمة والكشف عنهم، فبقاء هؤلاء دون رقابة من شأنه ضياع جهود كبيرة تبذلها الدولة لتحسين الوضع المعيشي للشعب وردم الفجوات التي توسعت بفعل الحرب .
إن هذه الأفعال الإيجابية وغيرها من شأنها ضمان المستقبل الذي ينشده كل مواطن سوري ضحى في سبيل الدفاع عن الوطن وأن يعزز قوة الدولة وتمكينها مقومات إضافية لصد أي محاولات معادية تسعى لفرض أي شيء لا يحقق مصلحة الشعب السوري وسيادة وطنه .
إن رد الجميل للجيش العربي السوري الذي كان له الفضل الأكبر في صمود سورية وانتصارها يكون بمساعدته على تحقيق الانتصار الكامل دون نقصان ومنع أي جهة معادية أو وقفت على الحياد من حصد أي ثمن كان من هذا الانتصار.