تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التفاوض السوري.. غائب !!

نقش سياسي
الأربعاء 30-3-2016
أسعد عبّود

أعني التفاوض على طرفي الطاولة.. سوري يواجه سوري والهدف إنقاذ سورية... بكل أسف إلى الآن لا يظهر هذا المشهد الذي أتوقع أن السوريين ينتظرونه، وبالتالي أرى أنه من الشرعي تماماً السؤال : مَن تفاوض الحكومة السورية..؟؟!!

هو بالتأكيد ليس جهداً ضائعاً.. لكن غياب المفاوض السوري الذي يفترض.. يؤخر الوصول إلى نتائج.. هناك وفد الحكومة.. وهناك وفود للمعارضات يسلط الضوء من بينها على وفد الرياض تحديداً مع أنه الأكثر ارتباكاً.. وفد الرياض موزع الاهتمامات.. يحارب على عدة جبهات.. على جبهة المعارضات الأخرى ليمنع وجودها تحقيقاً لرغبات يرتبط بها بهذا الشكل أو ذاك.. وعلى جبهة تمثيله تطلعات أكثر من طرف في مقدمتها الطرفان السعودي والتركي وهما شركاء الخسارة في سورية، وإلى ذلك وغيره يواجه هذا الوفد، وفداً حكومياً لا تخفى عليه كل الشروط والعوامل المحيطة بعملية التفاوض المزعومة هذه.‏

الحكومة السورية لا تجهل بالتأكيد مَن وماذا يمثل الطرف الآخر المفاوض لها، وبالتالي هي بالتأكيد تخوض التجربة على أساس الأيدي المحرّكة للعبة، وهذا يجعل الزخم في تفاوض السوريين المأمول ضعيف جداً.‏

أظهرت المعارضات السورية بمعظمها بالأمس، مواقف متفاوتة من انتصار الجيش السوري الكبير بتحريره مدينة تدمر.. تفاوتت المواقف من اللامبالاة.. إلى الامتعاض غير الخفي.. وحتى التشويش المغرض إلى حدّ السذاجة.. كالقول إن حكاية تدمر هي مجرد لعبة مسرحية !!. هذا يعني اختلالاً عميقاً في الرؤية.. رؤية الحدث.. ورؤية الجيش الوطني ودوره.. ورؤية أهمية تحرير تدمر، وهذا يعني أن المتفاوضين ما زالا يختلفان على أهمية الوطن ووحدته وسيادته وجيشه ومكافحة الإرهاب.. فعلى ماذا يتفقان..؟!‏

لذلك نقول بغياب المفاوض السوري.. المفاوضات قائمة وستستمر بالتأكيد.. لكنها بعيدة عن الوصول إلى نهاية المشوار لأنها تبدؤه في ظل غياب التفاوض السوري - السوري.‏

ورقة القوة الحقيقية التي يملكها وفد الحكومة هو أنه لا يمثل دبلوماسية التفاوض وحسب.. بل يمثل العمل الميداني المستمر دون توقف منذ بدأت الأحداث.. يمثل الجيش السوري... المؤسسة الوطنية الأولى والأهم.‏

لقد حصل الجيش السوري في تدمر وقبلها على تقدير واحترام قوى دولية وعالمية كانت وما زالت.. يحرجها أن تقر بالدور الذي يلعبه هذا الجيش.. فهل يملك المفاوض السوري المفترض الحق أن يوجه لجيش بلاده الاحترام والتقدير الذي تناقلته الأنباء عن مواقف خارجية..؟!‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 724
القراءات: 747
القراءات: 726
القراءات: 823
القراءات: 678
القراءات: 795
القراءات: 740
القراءات: 793
القراءات: 725
القراءات: 766
القراءات: 663
القراءات: 758
القراءات: 758
القراءات: 721
القراءات: 762
القراءات: 895
القراءات: 637
القراءات: 934
القراءات: 1094
القراءات: 838
القراءات: 795
القراءات: 1112
القراءات: 1004
القراءات: 782
القراءات: 939

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية