إنما يبقى يتردد ذاك السؤال: ما الذي يمثله الأمين العام للأمم المتحدة؟ هل يستطيع أن يمثل المنظمة الدولية؟ منذ مأساة «داغ همرشلد» وهذا السؤال يدور دون إجابة عليه... بل جاء فيما بعد بطرس بطرس غالي ليطرح السؤال بشكل أوضح.. أو أكثر إحراجاً، إن كان ثمة من تحرجه المخالفات للمنطق الدولي.
كيفما كان الجواب يكون السؤال الأساسي ما الذي تمثله الأمم المتحدة... بل ما الذي تستطيع أن تمثله؟
من الخطأ الاستهانة بالمنظمة الدولية،ومن أكبر الأخطاء المبالغة في تقدير امكاناتها. لقد ولدت من رحم التوازن المطلوب بين القوى الدولية وصراع ما عرف بالدول العظمى... ثم تحولت لتصبح أداة للقوى المنتصرة بعد أن اختل ذاك التوازن.
وإذ يطرح السيد دي مستورا مبادرته للتعامل الايجابي مع المسألة السورية، من الضروري فهم موقف القوى التي يمكن أن يمثلها، كي نستطيع قراءة ما تهدف إليه مبادرته... بل تقدير ما تستطيع أن تحققه، خصوصاً في ظل الغموض الذي يكتنف هذه المبادرة.
السؤال بشكل أوضح: هل يمثل الموفد الدولي بمبادرته، القوى العظمى المسيطرة إلى أبعاد كبيرة على الأمم المتحدة...؟ هل يمثل الولايات المتحدة مثلاً... أو الاتحاد الأوروبي..؟ بالنسبة لروسيا هي تسعى اليوم لشد عضد الموفد الدولي من خلال طرحها لتشكيل مجموعة دولية تحت اسم اصدقاء دي مستورا.وبالتالي هذا يؤكد حاجته ومبادرته للدعم.
سبق أن ذكرنا في هذا الموقع من هذه الصحيفة: أن أول دعم تلقاه الموفد الدولي في مبادرته كان من الحكومة السورية التي أوجبت التعامل مع المبادرة. ونوهنا إلى المخاطر التي تواجهها المبادرة عل الجانب الآخر الذي لا يمكن تحديده حتى اللحظة!!؟؟ لكن يمكن من أجل التفاؤل ألآن نقول: ثمة قوى وأدوات تستطيع أن تفرض.. أو تساهم في فرض قبول المبادرة عل الجانب الآخر... وبالتالي هي تفرض التعامل مع الحكومة السورية لإيجاد الحل الأمل الذي ينتظره معظم الشعب السوري.
إلى الآن هل يمكن أن نلحظ وجود مثل هذا التوجه...؟
هناك بعض التحسن الخجول في موقف القوى التي نوهنا عنها في مسألة التعامل مع الحكومة السورية من أجل الحل... لكنه تحسن غير كافٍ لصنع التفاؤل لدى السوريين.
نحن لا نقوِّم المبادرة وما يمكن أن تحققه من خلال الموقف الدولي من الحكومة السورية وفقط.. أبداً... لكننا نرى أن أي توجه للحل السلمي يفترض رؤية واضحة موضوعية تجاه الحكومة السوريةومهماتهاوما هو مطلوب منهاوما تستطيع أن تقدمه على هذا المستوى... وإلا...؟ ماذا؟؟!
يربط الموفد الدولي مهمته بمحاربة الارهاب في المنطقة... فهل نستطيع أن نصدق موقف القوى العظمى من محاربة الارهاب إذا كانت ترفض الدور السوري في ذلك،وحتى اللحظة هو الدور الأهم؟؟!!
وبالتالي على ماذا يمكن أن تستند مهمة دي مستورا؟!
As.abboud@gmail.com