تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أصدقاء الإرهابيين والاصطفاف الأميركي

الافتتــاحية
الأحد 21-4-2013
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

عجزت مائدة أردوغان المفروشة لأصدقاء الإرهابيين عن تغطية التفاوت الحاد بين طموحها وبين الواقع القائم الذي يسجل اضمحلالاً واضحاً بعدد المشاركين،

لكنها نجحت في إظهار مقعد الأميركيين في عربة الصداقة «الميمونة» للإرهاب، حيث يخرجون جميعاً - أسياداً وأدوات - وفي جعبتهم أوراق متشابهة وقد تحولت إلى رماد بعد ان لذعت نيران احتراقها أصابع اليد التي فردتها على الطاولة رغم الإسهاب في الشرح والإطالة في التبرير.‏

وفيما ينشغل رعاة الاجتماع في الحفاظ على ماء الوجه المندلق بانكسارات ومخاوف وارتدادات، كانت الهواجس تتنازع أفكار بقية المشاركين الذين وجدوا أنفسهم أمام خيارات تفضي إلى العبث بما تبقى من بدائل لا طائل منها، وتجتر في محاكاتها وجعاً لا شفاء منه.‏

المسألة لا تحتاج لكثير من العناء لفهم تداعيات المشهد برتمه الجديد، حيث كيري يريد أن يتوج أولى مشاركاته كمايسترو يجري التجربة الأولى في قيادة جوقته، ولا يزال في طور التعرف على تفاصيل معزوفاتها وتحديداً القديم منها بإعادة التأكيد عليها ليقدم القرينة الدامغة على أن العرج في السياسة الأميركية لا تحكمه النيات الشخصية، بقدر ما تتحكم فيه حسابات المصالح المتعرجة حتى لو تعددت الوجوه.‏

على المقلب الآخر يدرك المستضيفون أن بريق الأضواء يخفت تلقائياً ويرسم خطاً يتعرج هو الآخر في انحداره، سواء في حماسة المشاركة، أم في الطروحات التي يمكن الاتكاء عليها لرسم بدائل لما كره المشاركون اجتراره في كل لقاء، وحتى الصور التذكارية لم تعد تستهوي الكثيرين منهم.‏

وحدهم القطريون يمارسون أقصى درجات الاستنفار والتجييش، للدفع بسائر الشركاء الآخرين إلى الورطة التي يتخبطون فيها، من دعم للتسليح العلني للإرهابيين والخشية من الانزلاق منفردين في قفص الاتهام بدعم الإرهاب، حيث تمارس الماكينة القطرية أعلى درجات الابتزاز، ويتساوى في ذلك المستضيفون مع المترئسين والحاضرون مع الغائبين المتعاطفين .‏

ما يسجل لأعداء سورية أنهم كانوا «جديرين» بدعم الإرهاب، وسبّاقين في تحطيم كل قواعد العمل الأخلاقي، وتقويض أسس العمل السياسي والدبلوماسي، ورفع وتيرة التصعيد الإعلامي والعسكري في الآن ذاته، لتحاكي من خلاله سوابق غير معهودة في مقاربات علنية تستمد حضورها من فكر الإرهاب ومن طريقته ومن أسلوبه، بما تشكله من انعطافة هي الأخطر في تاريخ العلاقات الدولية.‏

وسيسجلون في محاضر جلساتهم أنهم كانوا المدافعين عن الإرهابيين والقتلة والمرتزقة من أصقاع العالم، وسيدوّنون في يومياتهم أنهم كانوا الأوفياء لفكر القاعدة وأخواتها ومشتقاتها، والمشجعين على استعار حضورها .‏

كان لأصدقاء الإرهابيين في سورية جولتهم التي انتهت بإعلان الاصطفاف الأميركي الواضح والصريح مع الإرهابيين قبل أصدقائهم ومع القتلة قبل مموليهم ومع المرتزقة قبل رعاتهم وحماتهم .‏

لم يكتفِ أصدقاء الإرهابيين بما ارتكبوه على مدى عامين ونيف، بل شرّعوا إلى إشعار آخر نزيف الدم على يد الإرهابيين والقتلة والمرتزقة، حيث يجاهرون اليوم بقدوتهم في واشنطن وغيرها من عواصم الغرب، التي تدرك أنها يجب ان تتهيأ منذ اللحظة لتلقي نتاج ما زرعته ولتقطف ثمار ما رعته وتبنته، ولقبض فوائد ما صرفته من مال على الإرهاب والإرهابيين.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7017
القراءات: 941
القراءات: 1092
القراءات: 886
القراءات: 890
القراءات: 870
القراءات: 996
القراءات: 843
القراءات: 775
القراءات: 871
القراءات: 920
القراءات: 809
القراءات: 747
القراءات: 804
القراءات: 1002
القراءات: 880
القراءات: 694
القراءات: 885
القراءات: 910
القراءات: 969
القراءات: 914
القراءات: 796
القراءات: 970
القراءات: 885
القراءات: 1010

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية