وتُعرّف الإعاقة على أنها الحالة التي تجعل الشخص بحاجة إلى معونة أو عناية خاصة، يقدمها له المجتمع كي يساعده على قهر الإعاقة والتغلب عليها؛ حركية كانت أم عقلية ذهنية؛ أم حسية.
وصار في المجتمعات مؤسسات رسمية حكومية؛ وأخرى أهلية خيرية خاصة برعاية المعاقين، تقدم لهم الخدمات الصحية والأجهزة الطبية التي تساعدهم، كما عمدت السلطات المحلية في المجتمعات إلى اتخاذ إجراءات من شأنها تذليل الصعوبات أمامهم كي يمارسوا حياة هي أقرب إلى حياة الأصحاء والأسوياء الذين يتمتعون بالصحة النفسية والفيزيولوجية الذهنية والحركية والحسية؛ والذين يمارسون علاقاتهم الاجتماعية ونشاطاتهم الاقتصادية بشكل بنّاء؛ وبصورة طبيعية.
وكما صار لدى الحكومات برامج وطنية معلنة تنفذها مؤسسات مختصة وكوادر متخصصة برعاية المعاقين؛ وبطرائق تقديم العون لهم سعياً إلى تحقيق أهداف نبيلة، أهمها محاولة إدماجهم في المجتمع وتمكينهم فيه، صار للولايات المتحدة برامج امبريالية معلنة خاصة بالتدخل في شؤون الآخرين تشتغل عليها من بوابة واجب القيام برعاية المعارضين؛ وتحت راية الحرص على الديمقراطية والحريات، وصار لديها مؤسسات خاصة؛ ومتخصصة بوضع هذه البرامج وبمتابعة تنفيذها؛ مهمتها الأساسية استقطاب أصحاب الإعاقة الوطنية في أربع جهات الأرض؛ والسعي لتنمية قدراتهم التي تتناسب مع إعاقتهم الوطنية؛ والعمل على تقديم العون والمساعدة لهم، كي يتمكنوا من القيام بالوظائف المحددة لهم كعملاء لها؛ وكمعارضين في بلدانهم مستغلة الإعاقة التي هم عليها.
أميركا التي تدعي أنها ناشرة الديمقراطية وحاميتها في العالم، تعرف تمام المعرفة أن محاولات فرض الرأي على الآخر هي عمل لا ديمقراطي؛ لكنها تُحرّض المعاقين الوطنيين في سورية الذين استقطبتهم على القيام به، وهي تعلم جيداً أن أحد أشكال الخيانة العظمى يتجلى بوضع اليد بيد العدو لإسقاط السيادة الوطنية للدولة، لكنها تُشجّع «المعارضين» أصحاب الإعاقة الوطنية في سورية على الارتماء في أحضانها، فضلاً عن أحضان إسرائيل والأدوات الأميركية الأخرى في تركيا والخليج والتي تسعى لإسقاط سيادة الدولة السورية ولتمزيقها وتدميرها.
ما من أمر يبرر لمن يدعون أنهم رموز المعارضة السورية؛ عملاء أميركا وإسرائيل والغرب؛ ما يقومون به سوى إعاقتهم الوطنية المستفحلة والمتعددة التي تجمع كل أنواع وأشكال الإعاقة، ذلك أن العمالة للعدو ضد الوطن إعاقة، والمشاركة بتخريب الوطن إعاقة، ودعوة الأجنبي للاعتداء عليه وتدميره إعاقة، وسفك دم أبناء الوطن بسيف التكفير والإلغاء إعاقة، ولا بد أن تكون الشراكة مع أعراب البترودولار والعيش في كنفهم وعلى موائدهم إعاقة.
كل المعارضين السوريين الذين يقيمون في فنادق الغرب وتركيا والخليج؛ سواء انتموا للإخوان؛ أم للتيارات التكفيرية السلفية والوهابية؛ قد ثبت بالدليل القاطع أنهم لا يعانون العجز النفسي والذهني فقط؛ بل يعانون عجزاً وإعاقة وطنية غير مسبوقة، وخير دليل على ذلك هو أن الجهات المُشغلة لهم جعلتهم في حاجة دائمة لها مستغلة إعاقتهم، وما تصريحاتهم الأخيرة المتعلقة بلقاء موسكو المرتقب؛ ومن قبل تصريحاتهم في جنيف 1 وجنيف 2 وما بينهما؛ وما سبقهما؛ إلا تعبير حي عن الإعاقة الوطنية التي يعانونها؛ والتي تشتمل على كل أنواع الإعاقات العقلية منها؛ والحسية والنفسية!!.