ولا سيما تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» تشير إلى إخفاق مشروعه السياسي الإخواني في المنطقة، وتؤكد مخاوفه وهواجسه من المحاكمة نتيجة خرقه للقوانين الدولية التي تدعو إلى محاربة الإرهاب، وافتضاح أمره من قبل المجتمع الدولي الذي بات يخشى ارتداد الإرهاب وانتشاره إلى كل أصقاع العالم بعد ان تم تسمين التنظيمات التكفيرية ومدّها بكل أدوات القتل والإجرام.
أردوغان الذي ارتضى أن يكون أداة لتنفيذ المؤامرات الغربية ضد دول المنطقة وشعوبها وجعل من أرض بلده وكراً للإرهابيين وممراً آمناً لهم بدأ اليوم يحصد نتائج عَمالته بعد إخفاقه في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه، لا سيما لجهة تدمير الدول العربية وعلى رأسها سورية التي أفشلت بصمود شعبها أحلام أردوغان، وبهذا يكون سيف أسياده مسلّطاً عليه، حال العملاء على مرّ التاريخ عندما تنتهي المهمة الموكلة لهم، وهذا القصاص العادل لمن يخون شعبه ويتآمر على جيرانه كحال أردوغان الذي يخشى أن تطوله العدالة الدولية عقاباً له على دعمه للإرهاب الداعشي في سورية والعراق.
لقد فشل أردوغان في تحقيق أحلامه العثمانية البائدة بعد انهيار مشروعه الإخواني في كل من ليبيا وتونس ومصر وسورية والعراق، ولم يجنِ من دعمه للإرهاب في هذه الدول سوى سفك الدماء والكراهية، وها هو اليوم يعيش حالة الفشل والإحباط وهو يراقب الفصل الأخير في انهيار ما يسمى «الربيع العربي»، ولاشك بأن التقارير الأممية التي تثبت بالوقائع والأدلة تورط حكومته واستخباراته بنقل الأسلحة والذخيرة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ستضيق الخناق على هذا المجرم الذي يعمل ضد مصالح شعبه وشعوب المنطقة.
هاجس المحاكمة والمسائلة القانونية على هذه الجرائم والممارسات ستقوّض مستقبل أردوغان السياسي وستقوده يوماً ما إلى مزابل التاريخ، وهو ما يجب أن يعيشه أيضاً حكام وأمراء وملوك ومشايخ البترودولار المتورطون إلى جانب أردوغان بدعم الإرهاب وسفك الدم العربي وخدمة المشروع الصهيوني.
mohrzali@gmail.com