تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


زيــادة جريـــئة

على الملأ
الاثنين 25-11-2019
علي محمود جديد

من الصعب علينا وعلى غيرنا أن نفهم تماماً كيف تمت زيادة الرواتب والأجور الأخيرة التي جاءت كلغزٍ جميل في مثل هذا الزمان العصيب ..؟! حتى وإن تم الإعلان عن تغطيتها من وفورات مختلف أقسام وفروع الموازنة العامة للدولة،

فهذا لغزٌ جميل آخر، لأن الموازنة هي بالأساس مُرهَقة بأعباء ثقيلة، والمطلوب لما دمرته الحرب ولإعادة إعمار ما خرّبته الأيادي الإرهابية الآثمة ضخم جداً، كما ويحظى جانب غير قليل منها بالتمويل بالعجز، فأيّ وفورات هي هذه التي وصلت إلى نحو نصف تريليون ليرة سورية ..؟! وكيف ..؟!‏

في الواقع هناك جهود مضنية جرت من خلالها لملمة هذه الوفورات من هنا وهناك للوصول إلى هذه النتيجة، جهود تعكس هواجس الدولة تجاه أبنائها الصابرين معها على غدر هذا الزمان العاطل الذي يتكالبون علينا فيه بالرصاص وبالحصار وحتى بالكلمة .. فبعض الكتّاب ( العباقرة ) من وراء الحدود راحوا يسطرون لنا مقالاتهم المرتبكة مثلهم والمضحكة فعلاً ليثبتوا لنا كم انعكست هذه الزيادة في الرواتب والأجور سلباً على حياة السوريين ..!! معهم حق أن يحنقوا ويُصابوا بمثل هذا الجنون وهذا التيه الذي لم يعودوا قادرين العثور على قرارٍ له، هي مشكلتهم .. ومشكلة سوء تقديرهم، وبإمكانهم أن يطمئنوا بأننا لن ننجرّ إلى فلكهم المسموم، ولن يكونوا قادرين على إشعارنا بما لا نشعر به.‏

بكل الأحوال هذه الزيادة تقول الوقائع بأنها أكثر من جيدة، وسوف تساهم بالفعل في تحسين أوضاع السوريين وأحوالهم، رضي الآخرون أم لم يرضوا، وهي من شأنها أن تُحدث تغييراً في نقطتين هامتين:‏

الأولى: إعطاء قوة لليرة السورية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال زيادة التداول والقدرة الأكبر على تأمين الاحتياجات، ولا نستبعد أنها ستُحدث ارتفاعاً مرتقباً في قيمة الليرة، فالمعروف أن قوة العملة الوطنية بزيادة تداولها.‏

الثانية : إبعاد مئات آلاف .. بل ملايين السوريين بعد هذه الزيادة عن خط الفقر الذي كانت العديد من المنظمات الدولية تتسابق بتقاريرها المشبوهة في إطلاق نسبٍ عالية للسوريين الذين يعيشون على خط الفقر وفي الموقع الأدنى منه، والمحدد بمبلغ / 1,90 / دولار للفرد في اليوم، ويشطحون بالحسابات علينا دون أن يأخذوا بعين الاعتبار ما تقدمه الحكومة السورية لأبنائها من دعم في العديد من المجالات / الخبز والصحة والتعليم والطاقة والعديد من الخدمات / فهذا الدعم وحده يضع السوريين أصلاً أمام جدلٍ موضوعي على الأقل فيما إن كانوا يلامسون خط الفقر رغم كل ما يحصل..؟‏

إنها زيادة مباركة .. وجريئة فعلاً وسيكون لها أثر ملموس شديد الوضوح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11230
القراءات: 731
القراءات: 702
القراءات: 716
القراءات: 746
القراءات: 750
القراءات: 744
القراءات: 744
القراءات: 778
القراءات: 783
القراءات: 715
القراءات: 780
القراءات: 803
القراءات: 783
القراءات: 888
القراءات: 835
القراءات: 806
القراءات: 883
القراءات: 826
القراءات: 899
القراءات: 785
القراءات: 871
القراءات: 886
القراءات: 890
القراءات: 948
القراءات: 949

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية