تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مرضى الخداع

معاً على الطريق
الثلاثاء 16/1/2007
لبنان: نبيه البرجي

هي أوديسة الخداع, ولكن ألسنا نحن, وبامتياز مرضى ذلك الخداع?

حدث ذات يوم أن الرئيس الأميركي جورج بوش الأب أطلق مصطلح (النظام العالمي الجديد)فكان تعقيب زبغنيو بريجنسكي (بل الفوضى العالمية الجديدة) وسواء كانت هذه الفوضى (خلاقة) كما نرى في العراق وفلسطين والصومال وافغانستان أم كانت (بلهاء) كما يصفها حتى الكاتب اليميني روبرت نوفاك الذي حاول بداية الثناء على مظاهر الجنون باعتبار أن الجنون هو الظل الفلسفي, والخلاب للعبقرية قبل أن يعترف ب (أننا ضللنا الطريق ومضينا عراة إلى جهنم).‏

لا أحد حاول أن يفهم أن مفاعيل يالطا قد انتهت, وأن الأمم المتحدة التي بنيت على أساس توازن القوى آنذاك شاخت كثيراً فيما تبدلت التوازنات على نحو دراماتيكي ولم يعد ثمة من خيار سوى إعادة هيكلة المنظمة الدولية كي لا تبقى امتداداً لحالة ميتة تعطي القرية الكونية مفهومها الأخلاقي والمستقبلي لا أن تتحول إلى (كهف كوني) يرتع فيه الأبالسة ويمهدون لذلك الأبوكاليبس الآخر الذي يملأ الكرة الأرضية, وإن كان يتنقل الآن بأسنانه الصدئة بين هذه المنطقة العربية وتلك.‏

أجل أوديسة الخداع ومرضى الخداع أليست هذه حالنا حين تأتي السيدة كوندوليزا رايس ل(تسمع) هل حقاً تسمع? ما نقوله حول الملف الفلسطيني فهل ما زال الأميركيون بحاجة إلى ما يسمعونه بصدد تلك القضية التي قال جوزف سيسكو إنها استهلكت من الوقت (الديبلوماسي) الأميركي أكثر مما استهلكته الحرب الباردة بكل تداعياتها الاستراتيجية وغير الاستراتيجية.‏

أين الاستغراب ما دام الخداع يمشي بيننا على السجادة الحمراء نأخذ علماً بالخطط والمشاريع والرؤى ثم يطلب إلينا كأصدقاء أو كحلفاء لا حول لنا ولا قوة, أن ننخرط فيها وإلا فإن قاذفات القنابل وراء الباب.‏

لكن كل ذلك الدوي ببعده الهيستيري هو اعتراف بالفشل وبالحماقة إن لم نقل بالعمى وحتى لو لوحوا بقعقعة السلاح الذي أثبت أنه ينقل الامبراطورية العظمى من مأزق إلى مأزق, إن لم نقل من مقبرة إلى مقبرة.‏

خداع? أجل ولا يستحق حتى الحد الأدنى من الخوف لأن جنكيز خان بدأ يأكل ثيابه إذا أخذنا بتعبير المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه, وهو يتحدث عن أكلة التاريخ الذين ما لبثت عظامهم أن تحولت إلى خردة غير صالحة للاستعمال. القيصر بدأ يكتشف أنه وهو في مكانه لم يعد صالحاً للعمل ولا للاستعمال.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 16/01/2007 08:04

لاأحد من النخب النافذة في دائرة القرار الغربي يريد حلا للقضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الحية, وحتى العرب والفلسطينيين فإنهم يجتهدون في دوائر السياسية الغربية لتكوين كيان ما للفلسطينيين بأقل مايكون ترضى عنه إسرائيل ويغسل العالم يديه من هم القضية فلا يعود لها. لقد نزلنا عبر مراحل الصراع من قضية تحرير فلسطين إلى عودة الأراضي المحتلة إلى إقامة دويلة إلى حكم ذاتي إلى دويلة مؤقتة, وبالتالي فرطنا بالحقوق والحدود, ولن ننال شيئا يذكر, ذلك أن إسرائيل وليدة الصهيونية الممسكة كأخطبوط بمفاصل الدنيا, فإن بدت المهمة صعبة فليست بالمستحيلة , لكنها تتطلب رجالا منا يطردون الخوف من الغرب دفعة واحدة ويجربون الشجاعة في أول مواجهة , وعندها سنبدؤ بالصعود في سقف المطالب, وعندها سيضطر الغرب للبحث عن طريقة ما للفصل بين الصهيونية وبين اليهودية, ولعمري فإن تقطيع الأخطبوط من أهون الأمور, فقط لو أظهرنا للغرب قوة إرادتنا وصلابة أقدامنا, والبقية تأتي.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 894
القراءات: 933
القراءات: 1024
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1049
القراءات: 946
القراءات: 1153
القراءات: 1004
القراءات: 983
القراءات: 1105
القراءات: 1222
القراءات: 1199
القراءات: 1302
القراءات: 1084
القراءات: 1252
القراءات: 1166
القراءات: 1115
القراءات: 1044
القراءات: 1161
القراءات: 1112
القراءات: 1152
القراءات: 1185
القراءات: 1195
القراءات: 1274

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية