تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بؤرة الاشتعال ..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 16/1/2007
علي قاسم

كانت ذاكرةالمنطقة حتى وقت قريب تنتظر زيارة المسؤولين الأميركيين لتحريك عملية السلام , وتجد في كل نشاط أميركي مؤشراً إيجابياً ,

يمكن البناء عليه , وفق ما تقتضيه الرعاية الأميركية لتلك العملية , ولكن هذه الذاكرة التي شعرت بفراغ حقيقي في عهد الادارة الأميركية الحالية التي باتت فيها عملية السلام منسية , وكادت أن تشطب من الخطاب الأميركي , أضحت اليوم تعيش مفارقة صعبة وخطرة في الآن ذاته .‏

فوزيرة الخارجية الأميركية التي زادت وتيرة زيارتها للمنطقة في الآونة الأخيرة , استبدلت حقيبة أولوياتها , وأضحى وجودها مدعاة للقلق الفعلي , بعد أن كرست جهودها لتحريك بؤرة الاشتعال في المنطقة , بدل عملية السلام , وبتنا نشهد كماً من التوتر والتشنج في المواقف تستورده حالة التأجيج التي تمارسها رايس بين دول المنطقة , وبين القوى داخل كل دولة ,وبين التيارات داخل كل قوة ..!‏

فكلما اقترب الفلسطينيون من الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية , تأتي رايس لتعيد الاوضاع الى نقطة الصفر , وفي أحيان كثيرة إلى ما دون نقطة الصفر , ويمكن تلمس ذلك في أكثر من اتجاه , وفي الوقت ذاته لاتدخر جهداً في تأليب دول المنطقة , والعمل على تقسيمها بين معتدل ومتطرف , وتوزيعها على محاور وأحلاف فحين بدأت أجواء العلاقات في المنطقة بالتحسن , وعندما ظهرت بوادر إجماع على الموقف الذي يجب أن تتخذه دول المنطقة حيال الكثير من التطورات التي تشهدها , جاءت زيارة رايس , لتعيد تفخيخ الاوضاع وصولاً إلى خلق مساحات من التشنج تعيق أي عمل من إرادتها , وبالتالي إبقاء المنطقة في أجواء مشحونة , تكون فيها الأجندة الاميركية الحاضر الدائم .‏

لذلك بدت المفارقة خطرة مثلما هي صعبة باعتبار أن المسعى الاميركي القائم على بقاء الاضطراب في المنطقة ,لايتحقق إلا بالعمل على توسيع بؤرة الاشتعال التي تتأجج أينما تحركت رايس ..‏

والأمر لم يكن يحتاج لكثير من الوقت , فبعد ساعات قليلة من انتهاء زيارتها للأراضي الفلسطينية المحتلة سمع الجميع لغة مختلفة , غير تلك التي كانت سائدة قبل الزيارة , ولمسوا مؤشرات تتباين عن تلك التي كانت قائمة .‏

وهذا ما ينطبق على حال زيارتها للمنطقة كلها , ومثلما تبدلت المعطيات هناك لن نستغرب تبدلها في أماكن أخرى بعد قدوم رايس إليها , وهكذا أضحت الذاكرة العربية مجبرة على التعايش مع منطق مختلف , وأن تنظر برؤية مغايرة , ولم نعد نجد في أي نشاط أميركي أو تحرك سياسي تجاه دول المنطقة إلا ما يدعو للريبة والحذر ?!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية