تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صناعة الاسمنت رقصة التزاوج.. وحلاوة العسل..?

ثمَّ إنَّ
الثلاثاء 18/4/2006
أسعد عبود

لم يقترب العام والخاص من خطوة للأمام وخطوتين للوراء في صناعة من الصناعات كما في صناعة الاسمنت.. علماً أن الساحة تتسع لجهد الاثنين معاً..

وإذا ما فكرنا أبعد بأعوام أخرى تأتي فإن الحاجة للاسمنت ستزداد, أولاً بالسيرورة الطبيعية للحياة, وثانياً بالحاجة التي تتوفر في المنطقة لاسيما إن توقفت الحرب في العراق, وبدأ إعمار البلد الشقيق..‏

الساحة تتسع لجهود الجميع فلماذا هذا الرقص على الأبواب?! ولماذا هذا البحث عن التزاوج وشهر عسل لن يطول بين العام والخاص فيما إذا تمت المشاركة على الاسمنت.‏

الاسمنت مادة قليلة المرونة في التسويق, لأن الحاجة لها تقبل بعض التأجيل في بعض الأحيان,ولا تقبل التريث طويلاً أو الإلغاء.. هو سلعة غير مرنة.. وبالتالي الحاجة له ملحة..‏

ولا تستغني عنه أي فعالية بناء وتعميراً صغيرة أو كبيرة خاصة أوعامة.. فكيف إذا كان الأمر يطرح على مستوى بلد ينشد سرعة التطوير والتحديث?‏

إلى الآن تتم صناعة الاسمنت في أربعة معامل للدولة في عدرا وحماة وحلب وطرطوس.. وقد أغلق معملان لأسباب بيئية تنتج معامل الحكومة هذه نحو ثلثي من حاجة البلد.. ومعامل الاسمنت العامة هذه رابحة رغم ظروفها.. و صناعة الاسمنت بشكل عام هي صناعة رابحة ولا يخشى من احتمالات خساراتها في المدى المنظور على الأقل.. ولا سيما إن تسنى للدولة أن تقفز بأسعارها قفزات كبيرة تتجاوز 50% كما حصل في القرار السابق منذ بضعة أشهر ولم يكن قراراًصائباً. بكل الأحوال فإن صناعة الاسمنت والامكانات التي تتيحها مشجعة بالتأكيد سواء للعام أم للخاص.. ولا أدري لماذا كل هذه الدربكة من حولها..‏

الخاص تأخر.. و ذهب وعاد.. وقال ولم يقل.. وفعل ولم يفعل.. وكانت النتيجة أنه حتى الآن لم يخط خطاً واحداً لتشييد معمل اسمنت للقطاع الخاص أما العام الذي في معظم صناعاته, قد اتجه إلى الصناعات التي تربح ويمكن أن يتوسع منها وبشكل خاص منها الاسمنت ليدعو للمشاركة في إدارة معاملة القائمة.‏

لماذا كل ذلك..?‏

لاشك أن إجراءات الدولة والروتين وكثرة الطلبات غير المطلوبة , أخرت كثيراً من مشاريع القطاع الخاص لصناعة الاسمنت.. ولاشك أن سوء التخطيط الصناعي العام أبقى معامل الاسمنت في وضع يرسم عبئاً وهمياً لولا واقع الإدارة والمشكلة كلها إدارة وأزمة إدارة..‏

وفي ظل أزمة الإدارة لا أرى مبرراً للاستعانة بالخاص لإدارة معامل الاسمنت الحكومية.. فالخاص لديه أزمته الإدارية أيضاً.. كل ما يستطيع أن يضيفه غالباً هو التخفيف من العمالة والتلاعب بالأسعار.. ومبدئياً لا التخفيف من العمالة مناسب لنا ولا التلاعب بالأسعار... ووحدها معامل الحكومة التي تستطيع أن تشكل العامل المثبت للأسعار.‏

لذلك أنا أقول:‏

لنساعد الخاص في إنشاء معامله مع ضمان مصالح البيئة والعمال والسوق..‏

ولنساعد العام, ليس فقط على إدارة معامله بعيداً عن أي شراكة.. بل أنا أرى أن إمكانية التوسع باستثمارات الدولة في قطاع الاسمنت قائمة.. والعالم الذي قال أنه طوى إلى غير رجعة صفحة استثمارات الدول والحكومات والقطاع العام والاشتراكية, عاد وفتح الصفحة تحت ضغط المجتمع والعمال من أميركا اللاتينية إلى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.. بقليل من الجرأة نستطيع أن نقول:‏

الاشتراكيون قادمون..‏

بكل الأحوال المسألة التي أطرحها ليست دعوة للاشتراكية. بقدر ما هي تأكيد على ماسبق وكلمة مراراً: مازال دور الحكومة واستثماراتها عندنا كبيراً جداً.. ومازالت ساحتنا تتسع لجهد الجميع.. فلنمش بخطى ثابتة ولنستغن عن العسل المأمول بشراكات الهروب من الواقع.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

مهند فرج |  mac.group@hotmail.com | 21/10/2007 21:43

عزيزي السيد: اسعد عبود انا بشجعك من اجل تخفيف الضغوطات على المستثمرين و الديناميكية بالتعامل معهم من اجل القضاء على الروتين و النهوض بهم الى اعلى مستويات من التسهيلات ليتمكنوا بالسرعة الممكنة من تشييد منشئاتهم و الوقوف جنبا الى جنب مع القطاع العام من اجل حل الأزمة. لطفا لا يخييب ظنك بالقطاع الخاص لأن المواصفة الجيدة هي سبب رئيسي من اسباب نجاح هذة الشركات و لا داعي للأمثلة لأن العالم من حولك ينبض نجاحا و ازدهارا بفضل القطاع الخاص لا تبتعد انظر الى منزلك تجد بأن منزلك ينبض بالأجهزة الحديثة و المتطورة و التي هي من صنع القطاع الخاص و أن لاننسى الأب الذي هو القطاع العام و لكن بالنسبة لي للأسف أنا أبي توفي منذ سنين عديدة فالله البقاء و لكم الدعاء بطول العمر .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 696
القراءات: 725
القراءات: 698
القراءات: 797
القراءات: 656
القراءات: 769
القراءات: 714
القراءات: 768
القراءات: 699
القراءات: 738
القراءات: 637
القراءات: 730
القراءات: 729
القراءات: 694
القراءات: 734
القراءات: 865
القراءات: 611
القراءات: 909
القراءات: 1068
القراءات: 812
القراءات: 775
القراءات: 1086
القراءات: 977
القراءات: 758
القراءات: 913

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية