تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على قيد أنملة من عود الثقاب!

معاً على الطريق
الثلاثاء 18/4/2006
لبنان: نبيه البرجي

هل يمكن للبنان أن يستمر في هذه المهزلة?

الذين يتسقطون بشغف, وبخيلاء, وبإعجاب, فضلاً عن الامتنان, ما يتفوه به القناصل: ليقولوا لنا من يحكم الجمهورية التي عرفوا كيف يضعونها, وبكل ذلك الغباء (غباء المهرج حيناً, وغباء المرتزق حيناً آخر) على قيد أنملة من... عود الثقاب.‏

السيد المفوض السامي. هذا وذاك. يأمر فيطاع. يتكلم فيتحول كلامه إلى نص مقدس, بل وإلى نص دستوري, كما لو أننا لا نشاهد أي نوع من الحرائق تندلع حولنا, ومن صنعها, ومن برمجها, ومن يتولى إدارتها لتحويل الحالة العربية بأسرها إلى حطام. لكن السادة القناصل يهمسون في آذاننا, أو يطمئنوننا عبر الشاشات, وهم يتنقلون عبر التضاريس بعربات اليوم, وبأفكار, وطوابير, تلك الأيام, بأننا, أي جمهوريتنا, سنبقى خارج سيناريو الحطام...‏

لماذا? حبا بنا. من منا لا يعلم كيف يحب (أو يعشق) القياصرة?‏

رغم كل شيء: الحرب ضد سورية. وهم الذين يتكلمون من ثقوب الأبواب. هل هكذا يكون أبطال التحرير...?‏

إذا حدثناكم عن الثروات التي تشتري كل شيء, حتى الملابس الداخلية, لذلك الطراز من الساسة, والكتبة, بل لعلنا نستعيد كلاماً عن الدجاج البشري العالق أو المعلق على عتبات الأبواب العالمية, وما أعلى عتبات الأبواب العالية في زمننا هذا!‏

مساءً يقولون نحن مع علاقات أخوية, ومميزة, ونقية, مع سورية...‏

صباحاً يخرج إياهم من الثقوب. لا يتركون تهمة, شتيمة, إلا ويوجهونها إلى سورية...‏

إذاً, من يقرر? يقولون إننا في عصر الشفافية, والمساءلة والمحاسبة وبطبيعة الحال (هل تقهقهون?). إذاً لماذا لا يتم توضيح الأمور, وإظهار الغاية من تلك الازدواجية التي باتت معروفة للملأ. هل يمكن لأحد أن يتحمل هذا المستوى من البلاهة لدى أحدهم, ومن يتنقل بين شاشة وشاشة على شاكلة الغراب الذي يحاول تقليد الصقر, حين يقول: (هذا من أجل الضغط على دمشق)?‏

ضغط بواسطة الكلام الذي يتم تركيبه على نحو عجيب, وبدائي, وغرائزي, مع كل أنواع الشتائم والتهم بطبيعة الحال. فعلاً, إنها المهزلة بل إنه الشكل الأكثر درامية للمهزلة, حين يناط بالمرتزقة تنفيذ السياسات التي تبنى في عشاءات الشموع...‏

إلى متى تستمر عشاءات الشموع, فيما الجمهورية بين فكي الاحتمال? هل لأحد منكم, أياً كنتم, يشاهد الوجه الضاحك للاحتمال. ثمة وجه كارثي. لا شيء آخر?.‏

على الأقل, نذكر بما قاله المؤرخ البريطاني الشهير ارنولد توينبي في محاضرة في بيروت عام 1957: (إياكم والرهان على الأحصنة الكبيرة. إنها تسحقكم. ان تكونوا عقلانيين, وتحتفظوا بهذه الواحة, فلتكن العلاقات المثالية مع سورية).‏

الذي قال هذا الكلام فيلسوف في التاريخ, ماذا يقول فلاسفة الخراب?.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 830
القراءات: 864
القراءات: 949
القراءات: 1041
القراءات: 1074
القراءات: 978
القراءات: 879
القراءات: 1088
القراءات: 938
القراءات: 914
القراءات: 1040
القراءات: 1144
القراءات: 1126
القراءات: 1227
القراءات: 1023
القراءات: 1192
القراءات: 1103
القراءات: 1053
القراءات: 977
القراءات: 1088
القراءات: 1047
القراءات: 1084
القراءات: 1115
القراءات: 1121
القراءات: 1180

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية