| التحرر من التبعية الاقتصادية..! الكنز وفي كل عام نستذكر بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً قيم ومعاني الجلاء العظيم ونستحضر أيضاً المواقف البطولية التي عبر عنها أبناء هذا الوطن من المجاهدين الذين رووا تراب الوطن على امتداده من البطل يوسف العظمة إلى الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو وصولاً إلى سلطان باشا الأطرش وغيرهم من قائمة المناضلين الأبطال الذين شكلوا وما زالوا رمز النضال الوطني والثورة السورية الكبرى التي لم تنطفىء جذوتها حتى تحقيق الهدف الأسمى وهو جلاء المستعمر عن أرض الوطن وتحقيق الاستقلال. وهذا ما كان بالفعل.. لكن إذا نظرنا اليوم وبعد أكثر من نصف قرن على هذه الثورة نجد أن الأطماع الاستعمارية لا تزال ماثلة أمامنا ولو اختلفت الأساليب لأن ما نشهده اليوم من حملات ومخططات للنيل من مواقف الدول العربية والسيطرة على ثرواتها وإمكانياتها والحؤول دون تقدمها وتطورها وأن ما يحدث اليوم في العراق الشقيق يؤكد أن الأطماع الاستعمارية ماثلة وموجهة لنهب ثروات وخيرات الوطن العربي واستنزافها بكل المقاييس ومن يراقب عن كثب ما يحصل في المنطقة العربية يلحظ أن المخططات الاستعمارية تسعى باستمرار للسيطرة على ثروات الوطن والابقاء على التخلف بعيداً عن أي تطور تنشده هذه الدولة أو تلك من هنا نؤكد أن الاستقلال يعني التحرر من كل أشكال التبعية التي تحاول دول الغرب فرضها علينا بحجج واهية ومبررات لا أساس لها..! وهذا ما حصل في العراق الشقيق الذي استنزفت قواه وثرواته وكبلته الديون لعشرات السنوات القادمة.. إذاً الاستقلال اليوم يعني التحرر الكامل من كل القيود وعلينا أن نكرس هذا المفهوم الذي منح الشعوب استقلالها الاقتصادي والسياسي والانعتاق من التبعية التي تكبل الحكومات والشعوب ومحاربة المخططات الاستعمارية التي تستهدف النيل من هذه الأمة ومقدراتها والتحكم بثرواتها ومصير شعوبها..! وسورية اليوم تحاك ضدها المؤامرات لأنها وصلت إلى هذا النوع من الاستقلال وتحررت من كل أشكال التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. a-sabour@scs.net.org
|
|