باحثاً عن مصير ينتظرنا و وطننا. الذي لا أعرفه: هل تمزقت تلك الأوطان من داخل كيانات أفرادها ومجتمعاتها مثلما هو حاصل عندنا ؟ أعني: هل تاهت فيها الروح الوطنية وطغى الكذب والفساد و مصالح الأشخاص، كما هو حاصل عندنا بهذا الشكل أو ذاك؟
لحظة من فضلكم... وقبل أن يتهمني أحدكم بالسوداوية و التشاؤم، وأنا لا أنكر أياً منهما، لكنني أدعي العدل و الابتعاد عن الظلم والنكران،أعترف أولاً أن في هذا الوطن أبطالاً حقيقيين... أعترف للشهداء الذين قضوا بقناعاتهم أنهم يدافعون عن الوطن. أعترف لجرحى الروح يسعون ويعملون وتكاد لا تسمع أصواتهم، بل إن التمايز و التمييز بينهم جرحى وشهداء وبين ممزقي الوطن بمختلف ادعاءاتهم وبياناتهم، هو أنهم لا صوت لهم يسمع ويعلو صخب كذب الآخرين.
لا... ليس كل ما يشهده هذا الوطن نتاج الأزمة..؟! بل لعل الأزمة و نتائجها هو ثمار الكذب على الوطن، وليس اليوم زمن تصفية الحسابات. لكنهم هم مازالوا كما كانوا...
تلك لهجتهم.. قافيتهم.. إدعاءاتهم.. شعاراتهم.. لم يتغير فيهم شيء...فهل صحيح أنهم يشمون رائحة الدم أو يقرؤون خارطة الوطن الممزق...؟! أم تراهم لا يعنيهم هذا أو ذاك..؟! لعله في آخر سلم أولياتهم...!!؟؟
جهود كبيرة تبذل..هذا صحيح...
أبطال يتصدون...هذا صحيح...
شهداء يسقطون...هذا صحيح...
لكن.. ليس من أجلكم، ولا من أجل كذبكم و شعاراتكم..بل من أجل هذا الوطن الذي لن ينسى تخاذلكم وسعيكم للارتزاق حتى ولو على حساب فقر الفقراء و جوع الجياع و دم الشهداء. و في الوقت الذي انقطعت فيه أنفاس الناس حتى الموت من جراء ما يجري وجدتم في هذا الذي يجري فرصة لكم للتحصيل و الافادة الشخصية.
لا أنكر جهود المخلصين..لكنني أصر أن بينهم من عجز فتمسك بالموقع والمنصب عوضاً عن أن يقول: يا ناس..ابحثوا عن غيري...والله لست لهذا خلقت... و أصر أن نسبة كبيرة جداً وجدت بالأزمة التي تجاوزت كل توقع، فرصة للإثراء دون حدود....
هل بدلت مدخراتك بدولار...؟ إذن فقد تضاعفت أربع...خمس...عشر مرات..من يعلم ؟ّ فبجهود حكام النقد والمصارف « المركزي وغيره « الباب مفتوح دون حدود. وعلى الضفة الأخرى مؤمنون أبقوا على ما لديهم بالليرة السورية وسلموا أمرهم للحاكم و أمثاله من الذين آن لهم أن ينصرفوا من تلقاء ذاتهم، فضاعت أموالهم بالتقزيم ويرفض الحاكم أن نقول « انهيار الليرة « !!! هل شاهده أحدكم في ندوة أعلن عنها مراراً على شاشة « سما «...!؟ هل شاهدتم العبقريات في تلك المهزلة..!؟ في رأي الحاكم أن تنخفض العملة من 50 إلى 300 للدولار ليس انهياراً بل الانهيار هو ما ينتظرنا.