في خطوة اشتغلت عليها بهدوء بعيداً عن الضوضاء السياسية والتصريحات الطنانة التي لا تؤدي إلى نتائج مأمولة من أي لقاء.
اللقاء سمي لقاء تمهيدياً تشاوري ويهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم في حال تم الاتفاق على صيغته وجدول أعماله.
وقد وافقت سورية على حضور هذا اللقاء لأنها حريصة على أن يكون هناك حل سياسي لما يجري على الأرض السورية بفعل الإرهاب وتدخل كثير من الدول التي لا تريد الخير لا لسورية ولا للسوريين.
فالحكومة السورية كانت وما زالت سباقة إلى الموافقة على أي جهد يؤدي إلى وقف نزيف الدم السوري حرصاً منها على أمن وسلامة السورين في وطن آمن يحقق آمال وطموحات الشعب.
المعارضة... أي معارضة كانت عليها أن تكون وطنية لكي تكون معارضة بناءة تتلاقى مع جهود الدولة في تحقيق الأمن والسلام للشعب السوري في مكافحة الإرهاب والحل السياسي الذي يؤدي إلى الخروج من الأزمة التي فاقمتها تدخلات الدول الخارجية وزاد عليها إرهاب مدعوم ومنظم.
فإذا كانت المعارضة السورية أو المعارضون وهي الأصح بأطيافها المختلفة أو بأطيافهم المتباينة تريد أو يريدون الخير لسورية فإن الحل السياسي ممكن لأن السوريين إذا التقوا دون تدخل خارجي فهذا لمصلحة سورية التي من الواجب على جميع السوريين الحفاظ على سيادتها وكرامتها واستقلال قرارها الوطني، فتلك مسلمات لا نعتقد أنّ أي سوري يختلف عليها مع سوري آخر إذا لم يكن أحدهم سليب الإرادة أو مرتبط بجهة تموله وتدفع أجور فنادقه ونفقات أوهامه.
المهم في لقاء موسكو التشاوري أن روسيا تزمع دعوة أكبر طيف من معارضات الداخل الوطنية ومعارضات الخارج فلم تعد تسمية المعارضة حكراً على طرف فرضته ظروف إنشائه و تمويله ولا يستطيع أن يوافق على مسلمات السيادة الوطنية دون الرجوع الى مشغليه.
من المهم أيضاً أن يفضي هذا اللقاء التشاوري إلى إيجاد الأرضية السياسية التي يتفق عليها السوريون جميعاً والتي تخص سورية، أي أن تكون هذه اللقاءات والمشاورات هي المدخل الحقيقي إلى الحوار من أجل سورية وأن تأتي المعارضات بأجندات وطنية صرفة ليس فيها تدخل سعودي أو قطري أو تركي وليس فيها أوراق تقدم من تحت الطاولة من مشرف أمريكي أو في غرف جانبية، لأن موسكو لاتعترف بالغرف الجانبية!!
من يؤمن بالحوار وسيلة للوصول إلى الغايات السياسية لا بد وأن يؤمن بوحدة أراضي الوطن وأن يكون هدفه حقن دماء السوريين كافة، والاتفاق على وسيلة أو سبيل يتحد خلفه السوريون جميعا للقضاء على الإرهاب الذي دخل الى وطننا نتيجة التدخلات الخارجية ولن يندحر طالما أن هناك أطرافاً ما زالت مرتبطة أو مرتهنة للخارج.
فإذا صدقت النيات و توحدت الجهود اندحر الارهاب وتوقف التدخل الخارجي، وهو أهم أمنيات المواطن السوري من هذا اللقاء التشاوري التمهيدي الذي نأمل أن يكون طريق الخلاص لسورية والسوريين جميعاً.