في مهامنا ووظائفنا وحتى من كان منا في موقع المسؤولية يكون الهاجس لدى البعض على قاعدة ممنوع النجاح إلا لنفسه حتى وإن تطلب الأمر محاربة غيره وتهميشه وتلفيق ملفات وإشاعة اتهامات لأن المهم أن يبقى هو في المقدمة من خلال تسويد صحائف الآخرين وتبييض صحائفه.
ويمكن أن ينطبق ذلك على الكثير من الحالات في حياتنا اليومية بدءاً من الحصول على ربطة خبز أمام الفرن مروراً بتعبئة خزان المياه في المنزل ثم نثر ما تبقى في الشارع وعلى الرصيف وفي الحديقة المنزلية لمن لديه حديقة، وصولاً أيضاً إلى الخلاص الفردي في الانتخابات حيث تجد البعض من المرشحين لا تحتمل الورقة الانتخابية أكثر من اسمه، ولذلك نلاحظ أنه من حيث الشكل وكأن المشهد يوحي بأن الجميع يعملون بشكل جماعي وبروح واحدة ومنهجية واحدة ويتعاون الأفراد فيما بينهم للقيام بأفضل الأعمال، أما في المضمون والواقع الفعلي فإن الصورة التي تعكس واقع الحال تبدو غير ذلك وأن العمل الجماعي لدينا يعاني العثرات والإخفاقات.
وفي واقع الحال نجد أن هذه الظاهرة تعكس ثقافة أخرى تتناقض مع الحقائق لأن العمل الجماعي لا يمكن أن ينجح إلا عندما تكون البنية الأساسية المكونة للجماعة على درجة من النضج التي تسمح بممارسته دون شخصنة الأمور ولا أحقاد ولا بحث عن مكانة.
العمل الجماعي ممارسة لروح الفردية الناضجة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يتعاون مع أفراد مجموعته ويتقبل أخطاءهم ويصلح من عثراتهم. لذلك تبدو دائماً الحاجة لروح العمل الجماعي وفريق العمل الواحد وأن تكون هذه الحاجة ثقافة ومن الأولويات.