لأن السياسة الفعالة لهذه المسألة تقوم على معالجة الاسباب منذ البداية، ثم العمل على تعزيز النزاهة والشفافية في اختيار المسؤول وصولاً الى المشاركة المجتمعية والادارة السليمة لادارة الشأن العام.
وعندما يتولد لدى كل مواطن ان لدى الحكومة جدية في معالجة اي خلل او اي فاسد وهذه الجدية تنقلهم من السلبية الى مؤازرة الحكومة في اجراءاتها التي تتخذها ما يدفع بخططها قدماً الى الامام وتتحقق العملية الردعية لضعاف النفوس.
طبعاً ما أشرنا اليه مقدمة لمشروع القانون الذي قلنا عنه انه من اهم القوانين التي اتخذت الحكومة اقرارها والتي توجب وجود آليات عملية للقائمين على رأس عملهم في الدولة لاتباعها من خلال افصاحهم عن الذمم المالية التي بحوزتهم هم وافراد اسرتهم ومن هم بحكم اعالتهم قبل تولي اي منصب في الدولة وفق نماذج محددة تعدها الحكومة لهذا الغرض، ويتم ارسال هذه الوثائق الى هيئة مكافحة الفساد وباستطاعتنا ان نضيف أمراً آخر اليها وهو ارسال نسخ من هذه الذمم الى السجلات العقارية والسجل المؤقت لبيان صحة ما ورد فيها من معلومات، ولا نعتقد ان تطبيق مثل هذه المسألة من الامر الصعب اذا كانت هناك نيات صادقة لتطبيق مثل هذا القانون الذي نعتقد ان صدوره مهم جداً في هذه الظروف وبمفعول رجعي ولا يوجد هناك ما يمنع من فتح الذمة المالية لاي مسؤول مهما كان موقع مسؤوليته ليس فقط عند ارتكابه الممارسات الخاطئة بل عندما يحصل الشك في هذه الممارسات بمعنى ان نقوم بحماية المال العام قبل ان تتم سرقته من قبل ضعاف النفوس من المسؤولين.
وفي مجمل القول ان لدى الحكومة الحالية مهمات كبيرة وهذه المهمات لم يكن طريق تحقيقها مفروشاً بالحرير انما ستواجه صعوبات لكنها تمتلك القدرة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ايضاً ما يؤكد انها تضع في اولويات عملها معالجة الفساد .
asmaeel001@yahoo.com