تحت بند السيادة خسرنا الكثير من أوراقنا، وتحت مطالب السيادة دخلنا متاهة التنازلات وخلف لواءها سرنا نفرط دن حدود وبلا سقوف، فكانت بوابة التطبيع، وكانت يوما عنوانا مثيرا للكثير من الخسارات المتتالية، مثلما كانت موضعا للتندر على الموائد الدولية.
وبين هذه وتلك تتوه السيادة وتتوه معها بوصلة لا تكاد أن تحدد اتجاها ولا منحى دون أن يتربص في أخر المسار حكاية خيانة، وقصة مساومة لتكون قميصا نتلطى خلفه لتسويق كذبة أخرى من كذبات السيادة .
تحتها رفرف العلم الإسرائيلي في أكثر من عاصمة عربية وتحتها أيضا كانت مكاتب التمثيل، وخلفها ربما جاءت حالات الاختراق للمقاطعة ، ومن عجز عن التقاطها بإمكانه أن يشاهدها وهي تمتزج مع علم إسرائيلي يرفرف في عاصمة عربية أخرى، وبالتوازي معها أيضا كان إلغاء شرط مقاطعة إسرائيل للمشاركين الأجانب في معرض بعاصمة عربية أخرى.
مسكينة هي السيادة .. تداس علنا وفي وضح النهار، فيما تعلى على المنابر وفي الخطابات ولا ينسون أنهم حراسها البررة ..والسؤال لما تهون عليهم إلى هذا الحد في الغرف المغلقة التي تفوح منها روائح التفريط والتنازل ؟
ثمة خلط عجيب وتركيبة أعجب من المواقف والتبريرات والمواعظ التي تبدأ وتكاد أن لا تنتهي عند حد، وفي مقدمتها ذلك الربط المثير للدهشة بين السيادة التي تبيح لهم التطبيع بطرق وأشكال شتى وبين السيادة التي تغيب حين تنتهك فعلا بآلاف الأشكال والمستويات.
فالسيادة لا تظهر حين يكون الأمر متعلقا بالقواعد الأجنبية ولا بالاحتلال لكنها حين تقتضيها المساومات والابتزازات والتنازلات، تطل برأسها.
مفارقة مدهشة ومرهقة ومتعبة لكنها في مفهوم السيادة المشبوهة تلك يراد لنا أن نفهمها كما هي، بل وأن نعمل على تسويق ما نفهمه، ويجب ان نلتقط شظاياها المتناثرة أينما حلت وحيثما استقرت!!.
a-k-67@maktoob.com