ومن بينها عملية التنمية من خلال زيادة الإنتاج والاستثمار الأمثل للإمكانات ولعله من المفيد اليوم التذكير هنا بأقرب مثال هو مشروع تنمية المنطقة الشمالية الشرقية الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المتكاملة للسكان الريفيين ورفع مستوى معيشة السكان المحليين وتأمين تنمية إقليمية متوازنة إلى جانب امتصاص البطالة وخاصة في صفوف الشباب كونهم القوة الرئيسية في الإنتاج والبناء.
وينبغي أن ندرك جميعاً أن التنمية عملية ثقافية تستند إلى المعرفة والوعي فلا تنمية من غير تخطيط سليم ووعي بأهمية الموازنة بين الموارد المتاحة وعدد السكان وهذا يتطلب مراجعة شاملة بأسلوب إدارة الموارد وتنظيم المجتمعات الريفية وفي أساليب العمل الزراعي ابتداءً من استخدام الموارد المائية بصورة علمية وصولاً إلى تفعيل الإرشاد الزراعي عبر الخدمات الاستشارية والانطلاق نحو توفير الاستثمارات الخاصة التي من شأنها خلق فرص عمل جديدة تسهم في زيادة الدخل.
كما أن التنمية تستند إلى مكونات هامة أولها التمكين المجتمعي الذي يرمي إلى النهوض بقدرات المجتمع عبر دوره في تنظيم وإدارة العملية التنموية من خلال زيادة الوعي الصحي والاجتماعي وتدريب الشباب العاطلين عن العمل على المهارات المولدة للدخل إلى جانب رفع الإنتاجية الزراعية عبر التطبيقات العلمية وتأمين المستلزمات الفنية وإدارة الموارد الطبيعية والري على أسس حديثة والسعي إلى تنمية المشاريع الصغيرة عبر تقديم الخدمات المالية الريفية وإقامة مراكز تطوير الأعمال الريفية وتأسيس الجمعيات التسويقية، وكل تلك المكونات لا بد من تتويجها بالدعم المؤسساتي والمساعدة الفنية اللازمة والتدريب الجيد لجميع العاملين في إدارة المشروع ومنهجيات تفعيل تنمية المجتمع المحلي.
من هنا نرى أنه لا بد أن يتعزز الاهتمام بهذا المشروع من خلال تحقيق خطوات متقدمة على طريق التنمية المحلية.
وبالتالي الإسهام في تحسين الواقع الخدمي والتنموي والإداري ولاسيما في هذه الظروف حيث نحن أحوج ما نكون لتعزيز عناصر القوة في مواجهتنا للتحديات الكبيرة والتغلب على كل الصعاب والتداعيات التي نتجت عن الأزمة.