| براءة اختراع أبجد هوز هذه أحد العقول العربية في الغرب، ومئات العقول العظيمة من سورية ومصرية ولبنانية وغيرها ، تشغل وتدير أهم مراكز البحوث وفي شتى الميادين في الدول الغربية. والبعض هرب من عمله متحملاً كل التبعات وقدم ليخدم بلده ولم يلق سوى الإهمال والخيبة. في معرض دمشق الدولي زرت جناح المخترعين .أقسم أنهم كانوا كالأيتام ، يتلقفون أي شخص ليحكوا معه ويحدثوه عن اختراعهم . وفي كل سنة معرض خاص للمخترعين . ولتقدم لي وزارة الصناعة أو أي جهة حكومية اختراعاً واحداً تم تبنيه وإنتاجه،مع أن الدول المتقدمة قد تخصص ربع ميزانياتها للبحث العلمي. و البحث جاهز عندنا وليس علينا سوى التهييص له، ثم إلقائه في أقرب حاوية . ونحن نخصص ربع ميزانيتنا للهيصة التي يسمونها أحياناً(مهرجاناً سياحياً) أو غيره . كل شيء عندنا من أجل الهيصة الإعلامية ، وينتهي مفعوله بمغادرة الكاميرات. منذ الصغر أكره الهيصة والضجيج حتى عندما تزوجت حضرت عرسي على مضض وبعد إلحاح ، وفي منتصف السهرة انسحبت أنا وعروسي وقلت للحاضرين : هذا آخر عرس أحضره . نحن أصحاب أهم اختراع في العصر الحاضر وهو الهيصة الإعلامية . كل شيء له هيصة ، وتنتهي كالرغوة لتحل محلها هيصة حول موضوع آخر وهكذا. نحن الذين نخترع القوانين التي تمنع التطور ، وحتى القوانين الجيدة نخترع التفسيرات التي تلغيها وتجعلها عبئاً على الناس. نحن الذين نخترع من انسان مغمور ومحدود الكفاءة مسؤولاً يتحكم بإدارة أو وزارة ، لنتنعّم باختراعاته. نحن الذين نخترع التصريحات العالية والوعود العالية والخطط العالية والنتائج الواطئة ، في ظل التطور الهائل الذي تحققه بعض الدول ، يصبح وجودنا بحد ذاته براءة اختراع.
|
|