تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التكافؤ المستحيل

الكنز
الخميس 01-10-2009م
مروان دراج

فيما لو صحت التصريحات الرسمية الصادرة عن مسؤولين في الاتحاد الاوروبي فإن اتفاق الشراكة السوري الاوروبي يمكن ان يبرم خلال شهر تشرين الاول المقبل بعد ان تم التوقيع على هذا الاتفاق وبالاحرف الاولى منذ العام 2004.

بغض النظر عن جدية التصريحات الصادرة من بروكسل فإن الاسئلة المشروعة التي يتعين اطلاقها في الوقت الراهن هي : ماهي المهام المنوطة بالوزارات والمؤسسات الرسمية لاستقبال هذا الاتفاق الذي يعني التعاطي الاقتصادي مع نحو 27 بلدا اوروبيا ؟! وماذا فعلت المرجعيات الرسمية طيلة السنوات التي سبقت التحضير للاتفاق من الناحية الاقتصادية وعلى وجه التحديد لجهة اعادة هيكلة القطاع العام الصناعي واين نحن من تأهيل المنشآت الصناعية للقطاع الخاص للدخول في ميدان المنافسة السلعية بقوة اقل ما يمكن وصفها بالمقبولة.‏

الاعتقاد السائد ان الامر الجوهري الذي يتعين التوقف عنده مطولا يتمثل في ضرورة البدء في التعاطي مع الشراكة على انها باتت امرا واقعا والمقصود بهذا الكلام انه لم يعد هناك ما يسوغ العودة للسؤال فيما اذا كانت الشراكة في مصلحة الاقتصاد الوطني او في غير مصلحته كما يتعين عدم العودة من جانب الاقتصاديين للمقارنة بين الامكانات الاوروبية والسورية فالذين تأخذهم الغيرة ويتطلعون الى شراكة تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني يتعين عليهم الحديث وبصوت عال حول ما تستوجب الشراكة من استحقاقات لجهة الاصلاح الاقتصادي فبقدر ما تكون وتائر الاصلاح جدية وفعلية وتلامس جوهر امراض الاقتصاد الوطني بقدر ماتتوافر الشروط الصحيحة للاستفادة من شريك يمثل القوة الاقتصادية الثانية على ساحة العالم ولا ننسَ في هذا السياق انعاش الذاكرة للقول: بأن مفاوضات الشراكة استمرت اكثر من عشر سنوات وطيلة هذه الفترة الزمنية كان المفاوض السوري قد تمكن من الوصول الى اتفاق متوازن وما يؤكد هذا الكلام قدرة هذا المفاوض على انتزاع بعض المكاسب والاشتراطات التي من شأنها حماية الصناعة الوطنية ومن هذه المكاسب التدرج في منح المنتجات الاوروبية الاعفاءات الجمركية الكاملة ولمدة تصل الى 10 سنوات ومثل هذا الشرط من شأنه ابعاد الصناعة الوطنية عن مخاطر الصدمة والتي سبق ان ادت الى حدوث توترات اقتصادية واجتماعية في كثير من البلدان التي التحقت بقطار الشراكة مع اوروبا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  مروان دراج
مروان دراج

القراءات: 989
القراءات: 946
القراءات: 962
القراءات: 931
القراءات: 865
القراءات: 950
القراءات: 1164
القراءات: 930
القراءات: 952
القراءات: 1062
القراءات: 870
القراءات: 930
القراءات: 920
القراءات: 984
القراءات: 1072
القراءات: 1546
القراءات: 1008
القراءات: 926
القراءات: 1032
القراءات: 1018
القراءات: 1102
القراءات: 1072
القراءات: 1128
القراءات: 1200
القراءات: 1092

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية