تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الساسة والمنجمون

البقعة الساخنة
الخميس 3-1-2013
 مصطفى المقداد

بكثير من الجدية التي لا تخلو من السخرية وشى اليّ احد الساسة المخضرمين انه ينتظر توقعات العرافين مع نهاية العام الماضي ليعرف اين تسير الاحداث وماهية التطورات المتوقعة في العلاقات الدولية .

وبكثير من الجدية اكثر اكد انه يتابع وبعض اصدقائه تلك التوقعات على اكثر من شاشة عربية ليعقدوا بعدها جلسة نقاش في احتمالات حدوث بعضها وبعدها يعمدون الى اتخاذ المواقف حيال القضايا التي تهمهم .‏

بغض النظر عن مدى صدقية هذه التوقعات ، ودون دخول في جدل صدقها يبقى اللافت والمستغرب لجوء بعض الساسة الى متابعة هذه البرامج ، فكيف يكون الامر في تصديقها ومناقشتها وتخصيص العديد من الساعات في تحليلها .‏

هذه الصورة تعكس حقيقة تعامل الساسة الغربيين ومن يمثلهم بصورة مباشرة في الشأن السوري، اذ انهم يبنون مواقفهم على رأي عرافيهم الذين لا يمتلكون من المعرفة شيئا ، فبعد قرابة العامين على الازمة في سورية فان مواقف الغرب الاستعماري مازالت مرتبطة بآراء وتوقعات المنجمين ممن يحتاجون الى محو الامية في مجال السياسة الدولية .‏

ففي العالم ثمة متغيرات اكيدة لا يلتفت اليها الجاهلون ولا يدركون انها تمضي في اتجاه تغيير جهة المعادله بشكل قوي ومتسارع ، وبعيدا عن الانتصارات الحقيقية للجيش والقوات والمسلحة في القضاء على اعداد كبيرة من الارهابيين وظهور بوادر الانتصار على الارهاب وداعميه ، فان المتغيرات الدولية تسير باتجاه فرض الوقائع عليها وفقا للمعطيات العلمية والتحليلية وبعيدا عن الرجم بالغيب .‏

ففي الولايات المتحدة تاتي ادارة جديدة تنبيء بوادرها على بداية تفهّم في التعامل مع الشان السوري وهي لن تقف عند خيار كل من وزيري الخارجية والدفاع ، وفي الغرب الاوروبي ثمة تقارير اعلامية تفضح مواقف حكوماته المضلله لشعوبها ولا تقدم لها الصورة الحقيقية .‏

اما في تركيا وبعض دول الخليج العربي فان الاحتجاجات الاهلية بدأت تشق طريقها للمطالبة بحقوق مستلبة ، اقلها اعادة توزيع الثروة والمشاركة السياسية الحقيقية ، الامر الذي ينذر تلك العروش بالاهتزاز وما قد يفضي الى سقوطها باعتبارها لا تمتلك الشرعية التاريخية في تولي الحكم في دول الغنى النفطي .‏

وفي مصر الاخوانية – التي ارتضت لنفسها اتخاذ موقف العداء من سورية وشعبها – فإن حكم الاخوان فيها مهدد بالمزيد من التظاهرات اثر الاجراءات المفروضة على الشعب بما تمثل من انتهاك لسيادته واستلاب لحقوقه واستصدار دستور تم تمريره باغلبية بسيطة ، وهو يركز السلطات كلها بيد رئيس الجمهورية بحيث اضحى محمد مرسي يتمتع بسلطات لم يسبقه اليها احد من اسلافه ، وهو ما سيبقي مصر على فوهة بركان ثائرمهدد بالانفجار في اي لحظة .‏

بالتحليل العلمي البسيط يظهر ان اعداء سورية يتساقطون او هم في طور السقوط ، ما يعزز انتصار سورية وشعبها وجيشها وترسيخ النموذج السوري في العيش ، ذلك النموذج الذي كان الافرد في تاريخ العالم ، ولابد من استعادته .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11558
القراءات: 921
القراءات: 860
القراءات: 832
القراءات: 872
القراءات: 903
القراءات: 942
القراءات: 867
القراءات: 915
القراءات: 979
القراءات: 931
القراءات: 921
القراءات: 941
القراءات: 941
القراءات: 947
القراءات: 1041
القراءات: 968
القراءات: 1022
القراءات: 1036
القراءات: 1017
القراءات: 894
القراءات: 963
القراءات: 1011
القراءات: 1006
القراءات: 917
القراءات: 1061

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية