قال أو كتب جملة وحيدة شكلت كلمة السر بين الجميع مضمونها يتعلق بالدعاء إلى الله أن تنتصر سورية على أعدائها الكبار وأدواتهم الصغار سنة 2013 وأن يعود الأمن والأمان والحب والوئام والسلام إلى ربوعها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
ومع هذا الدعاء الذي عكس أولوية أمنيات أو مطالب السوريين هذه الفترة.. تفرعت الأحاديث فيما بينهم لتمتد إلى الأوضاع العامة في البلد والمآسي التي خلفتها اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على المنشآت العامة والخاصة.. وعلى المرافق والبنى التحتية وانعكاساتها على حياتهم ومعيشتهم واقتصادهم الوطني خاصة بعد أن استمعوا إلى ما قاله رئيس حكومتهم أمام مجلس الشعب في ختام دورته الأخيرة وتحديداً ظهر اليوم الأخير من سنة 2012 أي قبل عدة ساعات من وداع السنة الماضية واستقبال السنة الجديدة.
وهنا اسمحوا لي أن أقول ان السيد رئيس مجلس الوزراء كان شفافاً جداً في حديثه المتعلق باعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على المنشآت والمرافق العامة التي تخدم السوريين والتي بنتها الدولة على مدى العقود الأربعة الماضية من مال الشعب (مطاحن – محطات وأبراج وخطوط كهرباء – اتصالات – حقول وخطوط نقل النفط – مشافي – مدارس – سكك حديدية – طرق عامة – قصور عدل – مبان حكومية.....الخ).. وهذه الشفافية ( التي لا نراها للأسف عند عدد من الوزراء والمديرين ) مطلوبة وضرورية ويفترض أن تكون دائمة في علاقة الحكومة مع الشعب عبر وسائل الإعلام.. لان مثل هذه الشفافية تبين للمواطن الواقع كما هو والجهات المسؤولة عن الوصول إليه.. والإجراءات المتخذة من حكومته لتدارك الخلل في هذا القطاع أو ذاك والعقبات التي تحول دون النجاح المطلوب في المعالجة بالسرعة المطلوبة وبالتالي يكون المواطن على بينة من أمره ويتأقلم مع بعض الظروف الصعبة دون أن يتهم الحكومة وأجهزتها بالتقصير والتسويف وغير ذلك من الاتهامات التي تزداد في حالات كثيرة لا معلومات للمواطنين عنها!
إن الأضرار التي تسببت بها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية على مدى العشرين شهراً الماضية كبيرة جداً بلغت قيمتها وفق ما أكده رئيس الحكومة /2855/ مليار ليرة منها /855/ مليارا تم رصدها حتى تاريخه في المنشآت العامة والخاصة (أضرار مباشرة وغير مباشرة) باستثناء دير الزور وحلب و/2000/ مليار ليرة في محافظتي حلب ودير الزور حسب التقديرات.
كما أن الأسر التي تضررت من إجرام المجموعات المسلحة بلغت /624/ ألف أسرة يصل عدد أفرادها إلى /3,3/ملايين مواطن.. وهذا يدل على حجم الحرب الشرسة التي تشنّ على سورية من قبل الدول الغربية وبعض الدول العربية والإقليمية بهدف تدميرها.. كما يدل على حجم العمل الاستثنائي المطلوب لمواجهة المجموعات المسلحة على الأرض والدول الداعمة لها والحدّ من آثار الأزمات التي تسببها وإعادة الأمور إلى نصابها وصولاً إلى الخروج من المحنة التي نمر بها.
وضمن هذا الإطار لا بد من آلية أفضل للتعاون والتكامل وتوحيد الجهود بين الجهات الحكومية المختلفة التي تحدث عنها رئيس الحكومة حيث أن الآلية الحالية غير منتجة وتشتت الجهود وتزيد من النفقات والتكاليف.. ولا بد من رفع وتيرة العمل الميداني من قبل كافة الوزراء والمديرين وليس من بعضهم فقط خاصة وأن عدداً من الوزراء لم يتحركوا خارج مكاتبهم حتى الآن!
ولا بد أيضاً وأيضاً من إيجاد آليات أفضل لإيصال الدعم إلى مستحقيه.. وللتشغيل والتعيين في الجهات العامة.. وللحدّ من ارتفاع سعر صرف الدولار وانفلات الأسعار.. وللتصدير إلى الدول الصديقة وتطبيق الاتفاقيات المبرمة معها في هذا المجال وغيره.. ولتفعيل دور أحزابنا ومنظماتنا ونقاباتنا وجمعياتنا ومجتمعنا في مواجهة الأزمة والخروج منها.. وكل سنة وأنتم وسورية بألف ألف خير.