كلها موقعة قتلى وجرحى ، فيما تستمر الاعتداءات على المراكز الإخوانية في أكثر من مكان ، وفي لحظة مفصلية تعلن القوات المسلحة المصرية موقفها من خلال إصدارها بياناً تمهل فيه الجميع - حكم مرسي والمعارضة - ثماني وأربعين ساعة للاستجابة إلى مطالب الشعب وإلا فإن الجيش سيقوم بواجبه للحفاظ على وحدة البلاد .
وقد سبق انذار القوات المسلحة نشر وحدات الجيش في المواقع الاستراتيجية تمهيداً وتحسباً لأي احتمالات قادمة .
ومن واشنطن جاء موقف باراك أوباما يدعو مرسي للاستجابة للمطالب الشعبية ، الأمر الذي يعني تخلي الولايات المتحدة عن دعمها للإخوان وحكمهم في مصر ، بعد فشلهم في السيطرة على البلاد وتسيير أمورها وفق آليات الدولة المعروفة.
وفي الوقت ذاته فإن عدداً من الوزراء المصريين قدموا استقالاتهم ، فيما أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارها بإعادة النائب العام إلى منصبه بعدما أقاله مرسي متجاوزاً الدستور.
الوضع في مصر لا ينفصل عن المشهد الإقليمي وما يجري فيها يرتبط بالمؤامرة الموصوفة بالربيع العربي المزعوم ومصر تقدم شهادة على فشل ذلك المشروع ، لأن قوة وثبات وصمود وآلية التعامل الوطني في سورية وحدها من أفشل ذلك المشروع التأمري الكبير ، وهو اليوم يسير باتجاه الموت النهائي ، وما ستكون عليه صورة الحكم في مصر خلال الأيام القليلة سيثبت أن الرؤية السورية وحدها التي كانت البوصلة المحددة لآليات مواجهة المشروع التآمري وآلياته الإرهابية .