تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نِزالُ الليرة

بالقطع السوري
الخميس 4-7-2013
علي محمود جديد

لم يعد ما يدورحول الليرة السورية مجرد متابعات سطحية عابرة ولا حتى بحثية عميقة للتدقيق والدراسة حول الأسباب الداعية إلى ذلك وصولاً بالنهاية إلى نتيجة معينة تفرضها تقاطعات الواقع،

لتضعنا هذه النتيجة أمام مؤشرات معينة يمكن من خلالها قراءة نشاط اقتصادي أو حركة نقدية للاستفادة من المعطيات المنتجة التي يمكن بعد ذلك استخدامها (ببراءة) كقاعدة أو مرجعية في اتخاذ القرارات المناسبة والمواقف التي من شأنها معالجة الخلل .‏

ولكن الذي يدور حول الليرة في هذه الأيام هو في حقيقة الأمرحرب طاحنة، ونِزالٌ شرس بين سورية الدولة والوطن والشعب من جهة، وبين أعداء سورية من جهة أخرى، حيث يريد أعداء سورية وبوضوح تحقيق المزيد من المكاسب ليضيفوها إلى سلة مكاسبهم المليئة بالإجرام والغدر والخيانة، وإن كانوا يتوهمون بأنهم قادرون على النيل من الليرة كما يشتهون فإنهم لن ينالوا من هذا الوهم سوى الخيبة والاحباط على الرغم من كل هذا الانخفاض الحاصل في سعر صرف الليرة اليوم .‏

المسألة ليست مسألة حسابات ولا تخمينات تقليدية يمكن البناء عليها وصولاً إلى نتائج محددة ومعروفة بشكل مسبق، هم هكذا يتعاملون - أعداء سورية - فالليرة (كما هي سورية) كانت خارج إطار حساباتهم وتخميناتهم فكان من الطبيعي أن يصطدموا بأدائها وصمودها الأسطوري - مثلما عبّرت عن ذلك أصوات ليست من الطرف السوري - فحجم الاستهداف الهائل الذي تتلقّاه الليرة السورية وبمنتهى الغدر والإجرام كان كفيلاً بأن يقودها إلى الانهيار الكامل، غير أنها حافظت على موقع لا يزال جيداً في ظل هكذا ظروف شاذّة، وتمكّنت الدولة بإصرارها الكبير وإيمانها اللامحدود بقضيتها أن تصدّ الكثير من تلك الهجمات وتبددها فيما نفدت بعض الهجمات الأخرى هذا صحيح، ولكن الدولة الراسخة الإيمان بصحة موقفها، مع جيشها إلى جانب أغلبية الشعب، برهنت بأنها قادرة على إفشال العدوان على ليرتها، فهاهي نراها في هذه الأيام وبدلاً من أن يحقق الأعداء شوطاً في نقص السيولة، تؤدي إلى عجز عن أداء الالتزامات ولاسيما التزامها تجاه موظفينها والعاملين فيها بإرباكها في أداء رواتبهم وأجورهم، نراها تحافظ على هذه الرواتب والأجور كما هي دون أي اختصار أو خصم، وتقوم بتسديدها وفي مواعيدها الدقيقة بشكل عام - بغض النظر عن تأخيرات قد تجري في مناطق ساخنة لا علاقة لها بالقدرة على التسديد من حيث المبدأ - لا بل وفوق هذا كله قامت بزيادة الرواتب والأجور زيادة مجزية للتعويض بنسبة معينة عما جرى افتقاده، فقد جاءت هذه الزيادة الأخيرة في الرواتب والأجور كأنها ارتفاع لسعر الليرة وانتصار لها على الأرض، وانخفاض لسعر الدولار واندحار له من جانب معين، فقد صدمته المفاجأة، وعليه أن يكون مستعداً لمزيد من الصدمات المتلاحقة في هذا النزال المستمر الذي لا بدّ وأن يضعه في المكان المناسب لحجمه الوهمي المنفوخ والمتورّم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11253
القراءات: 745
القراءات: 718
القراءات: 728
القراءات: 765
القراءات: 764
القراءات: 757
القراءات: 755
القراءات: 792
القراءات: 800
القراءات: 729
القراءات: 797
القراءات: 814
القراءات: 798
القراءات: 903
القراءات: 845
القراءات: 822
القراءات: 897
القراءات: 839
القراءات: 916
القراءات: 800
القراءات: 887
القراءات: 902
القراءات: 901
القراءات: 965
القراءات: 964

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية