تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القـــــافلة الســورية.. وأوهـــــام «جوبيــــه»

منوعات
الجمعة 24-6-2011
أحمد ضوا

تمرّ النخب السياسية في بعض الدول الأوروبية بحالة من العصف الفكري الاستعلائي تستعيد فيها مصطلحات حقبة الاستعمار ذات التعبيرات العنصرية وخاصة في تعاطيها مع القوى والدول المختلفة معها سياسياً واجتماعياً وترفض املاءاتها الاستغلالية.

فما يصدر من تصريحات عن مسؤولين غربيين إزاء سورية في هذه المرحلة مثال صارخ على هذه الحالة المرضية الغربية التي بدأت تأخذ ابعاداً سياسية واقتصادية عدوانية في ظل غياب القدرة على تنفيذ الطموحات الاستعمارية الجديدة ورفض الدول المستهدفة ومنها سورية لرغبات المستعمرين الجدد الذين يريدون إعادة أمجادهم بأثمان بخسة.‏

والمستغرب في طريقة تعاطي بعض الدول الغربية مع الأحداث في سورية تلك اللغة الخشبية والفوقية البعيدة كل البعد عن أخلاقيات وضوابط التعامل بين شعوب الدول الأمر الذي يفضح مزاعم أصحابها بالسعي الى تعميم مبادئ الديمقراطية والحرية التي لا يمكن تجزئتها سواء من حيث التفكير أم التطبيق.‏

فهذا الغرب الذي غلبت فيه المادة على كل شيء واطاحت بالقيم الديمقراطية وغيرها يريد ان يستعيد سطوته ويعمم مفاهيمه التي تحقق له ذلك مستغلاً الظروف التي تمرّ بها المنطقة وتمثل فرنسا وبريطانيا رأس الحربة على اكثر من صعيد ويعبّر بعض مسؤوليها عن حالة انفصام بين عرض الموقف المراد تمريره والأهداف المبطنة المبتغاة ما يعكس الفارق بين ما هو مرغوب تحقيقه وبين امكانيات الوصول الى هذه الرغبة ولذلك نرى تلك المحاولات الفرنسية البريطانية اليائسة لاستغلال الاحداث في سورية وممارسة الضغوط وشتى اشكال الحملات السياسية والاعلامية أملاً بتسخير المؤسسات الدولية التي وجدت للحفاظ على الامن والاستقرار في العالم لزعزعة هذا الاستقرار في المنطقة عموماً وسورية خاصة.‏

ويظهر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في هذا المشهد كمصارع أيقن بخسارته وفقد السيطرة على عضلاته وعقله وأخذ يتصرف كالبهلوان منتظراً حكم المباراة لإنهاء الجولة والمباراة ويمثل تعليقه على خطاب السيد الرئيس بشار الأسد فور خروجه من اجتماع ودون أن يطلع على مضمون الخطاب مثالاً صارخاً على تورطه وبلاده في مخططات زعزعة استقرار سورية أملاً بتحقيق أوهام في مخيلته ستبقى أوهاماً.‏

المشكلة التي يعاني منها «جوبيه» وغيره أن الأوهام تحركهم ويتجاهلون الاستفادة من دروس أسلافهم في التعاطي مع سورية وكان الأجدى بجوبيه وأمثاله أن يعيدوا قراءة تجربة شيراك مع سورية قبل سنوات ليأخذوا العبر والدروس بدلاً من خوض التجربة وملاقاة نفس المصير والفشل.‏

إن القافلة السورية مستمرة بالسير من آلاف السنين وهزمت كل محاولات إيقافها.. واليوم تسير بنفس الوقود والعزيمة ولن تنال من اصرارها أوهام الطامعين وقريباً ستقطع المنحدر وتقطع من يعرقل مسيرة «سورية المستقبل».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 699
القراءات: 793
القراءات: 671
القراءات: 749
القراءات: 675
القراءات: 665
القراءات: 678
القراءات: 649
القراءات: 744
القراءات: 774
القراءات: 721
القراءات: 725
القراءات: 787
القراءات: 707
القراءات: 1357
القراءات: 709
القراءات: 770
القراءات: 718
القراءات: 847
القراءات: 769
القراءات: 895
القراءات: 794
القراءات: 782
القراءات: 767
القراءات: 777

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية