فإن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذا التحرك الفلسطيني والعربي هو: إلى أي مدى سيكون فاعلاً في ظل العقبات التي تصنعها إسرائيل بوجهه والمطبات التي تبنيها الولايات المتحدة الاميركية؟!
للإجابة الدقيقة عن هذا السؤال لابد من الاشارة إلى ان الخطط والتحركات العربية في الأروقة الدولية لم تتخطَ في يوم من الأيام المناشدة وتقديم الطلبات والإدانة والاستنكار بعد صدور القرارات ولم تثمر عن نجاح مميز يخدم القضية الفلسطينية وتأتي اليوم الظروف المأساوية التي تعيشها أكثر من دولة عربية لتزيد الطين بلة ، والتي تنعكس سلباً على طريقة التحرك وقدرته وحدوده وفاعليته.
وإذا عدنا الى الكوابح الأميركية والإسرائيلة التي بدأت تظهر للعلن وفي مقدمتها «منتدى أيلول» الإسرائيلي الذي استنفر السفراء والإعلاميين الصهاينة لإقناع الدول الكبرى بالوقوف ضد هذه الخطوة العربية وكذلك المواقف الأميركية التي تلمح الى ضرورة العودة للتفاوض وعدم التركيز على الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود1976 بل والذهاب الى حد الترويج لضرورة تبادل الاراضي بين الطرفين فإننا سنصل الى نتيجة حتمية تقول بإن عودة الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني لاتزال بعيدة المنال في ظل هذه السياسات المعدة سلفاً ، وإن تم فعلاً الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية فإن الخشية هي بأن تكون مقزمة أو ربما مجرد حبر على ورق.
وأخيراً إذا كانت إدارة أوباما جادة فعلاً بتحقيق السلام الشامل فما عليها إلا الضغط على نتنياهو للقبول بذلك وتهيئته لمستوطنيه بأن يكونوا جاهزين للاعتراف بالحقوق الفلسطينية حتى يتحقق السلام والأمن والاستقرار وإلا سيظل العالم يراوح بمكانه حيال القضية الفلسطينية!