تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مابعد جنيف

الصفحة الأولى
الأربعاء 4-7-2012
أسعد عبود

رجع المتحاورون وراجت الدبكات الإعلامية حول النتائج التي تعمدوا -برأينا- أن تكون غائمة ليجد كل مهتم فيها مايريده بنسبة ما. المؤتمر الذي كان الخلاف عليه قبل انعقاده،

حيث اشتراطات الحضور أظهرت أن الوصول بالمؤتمر إلى نتائج فاعلة، ليست أولوية لكل المؤتمرين، بل إن إفشاله كان ومازال الأولوية الأولى لعديد من المشاركين! لاحظ مثلاً محاولة عدد من الحضور قراءة نتائج المؤتمر بصوت عالٍ يعود به إلى ماقبل انعقاده وماقبل الفكرة منه أصلاً!.‏

مامن شك أن المؤتمر حقق نتائج مهمة ولاسيما على صعيد تحديد أدق للأزمة وأطرافها وتعقيداتها. هو ليس تحديداً بقدر كونه اعترافاً بما لم يكن أحد ليجهله حول تشعبات الأزمة ودور المتدخلين فيها.‏

لم يضع مؤتمر جنيف خارطة طريق واضحة الآليات، وبالتالي لم يحظ بالقبول الكامل من أي من أطراف الأزمة، ولا بالرفض الكامل، باستثناء مانسب ل «الجيش الحر» ولبرهان غليون. لكنه مع ذلك يصح أن يشكل خط بداية يجري بعده المتسابقون إلى خط آخر لبداية أخرى. يجرون وكل منهم يحمل أدواته، اليوم مؤتمر للمعارضة، وغداً مؤتمر ل «أصدقاء سورية» في باريس، وبعدها ربما تحرك آخر في مجلس الأمن، والغاية الوصول إلى خط آخر لبداية أخرى لتحرك جديد. الحكومة بسورية مارست مايشبه الصمت، مشعرة من يتابع أنها أميل للقبول، ولعلها تعتمد على رفض المعارضة، ولاسيما إن فشلت جامعة الدول العربية في توحيدها -ولو جزئياً- وهو المرجح.‏

هكذا يكون كل اللاعبين تركوا الدق على الطاولة! وتعود القوى غير المتفاهمة لممارسة اللعبة بالأدوات ذاتها وضمنها العنف.‏

لا يبدو حتى اليوم اللاعبون على الساحة السورية مجمعين بجدية على رفض العنف، رغم أن مؤتمر جنيف قدم رؤيته بأن العنف هو العنف كائناً من يكون ممارسه، ودائماً مرفوض، والتخلي عنه وسحب السلاح يجب أن يتم بشكل متزامن، ولعلها المرة الأولى التي توزع فيها مسؤولية العنف وصولاً إلى الدول التي تدعمه.‏

تعبير «فشل المؤتمر» تعبير ثقيل وغير دقيق، لكن هل أوجد المؤتمر حلاً؟ نقول لا ولاحتى رسم خريطة طريق كما أسلفنا! إذن كيف لم يفشل؟.‏

أقول نجح بحدود طاقته، مؤتمر كهذا، تلك هي النتائج الممكنة المتوقعة منه، ونصيبه في الوصول إلى نتائج مرضية مرتبط حكماً بالشغل عليه كسبيل وحيد أداته الرئيسية مهمة كوفي أنان، أما المؤتمرات الأخرى أحادية الاتجاه، فهي مؤتمرات لدعم المعارضة وليست للحل، كما يعلن أصحابها، وبالتالي هي متجاوزة على جنيف تشده إلى الوراء كل ذلك يشعر أن القضية غير ناضجة للحل بعد! لماذا؟‏

لأنها قضية السوريين، كل السوريين، ولم يستيقظوا بعد؟!.‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية