تمزيق الأحلام
بالقطع السوري الخميس 5-7-2012 علي محمود جديد على الرغم من التجييش الفظيع وانتفاخ أوداج قنوات ووسائل إعلام العهر العربي والأجنبي، بأن مصارفنا شلت وليرتنا انهارت أو تكاد، هاهي الوقائع المسموعة والمرئية في أروقة المصارف السورية تحكي قصصاً مغايرة عن أحلامهم
وأوهامهم الشيطانية والإجرامية، وعلى الرغم من العقوبات الجائرة والخبيثة التي حاول الاتحاد الأوروبي – العنصري المأخوذ إلى أبعد مدى بهواجسه الاستعمارية البغيضة – من خلالها أن يدهور اقتصادنا ويقطع الهواء عن مصارفنا بخنقها وراح يشدُّ حباله الخشنة الوحشية من طرف لتلاقيه الولايات المتحدة الأمريكية بالشد من الطرف الآخر علّهم يشنقون هذه المصارف ويحققون مآربهم الدنيئة، بعد أن توهّموا بأكاذيب أذنابهم من المستعربين بأنهم جهزوا مجمل طقوس هذه المشنقة لنا ولبنوكنا وليرتنا، غير أن قوة مصارفنا ووعي الناس وإدراك شعبنا بأن هذه المصارف الوطنية السورية هي الأكثر جدارة بالمزيد من الثقة والأمان استطاعت أن تبقى قوية صامدة في وجوههم الوحشية الكالحة، فتقطّعت الحبال التي أرادوا خنقنا فيها لترتدّ عليهم بؤساً وفشلاً ذريعاً، فبعد الإمعان في جنونهم على مدى ستة عشر شهراً ها نحن نسمع اليوم ونرى دلائل فشلهم وحقائق انتعاش مصارفنا التي لم تتوقف عن منح بعض القروض والتسهيلات عجزاً، وإنما حرصاً واحترازاً من مفاجآتٍ غادرة غير متوقعة تطال أموال الناس التي أودعوها، فحافظت هذه المصارف الصادقة والوفية بتعاملاتها على احتياطيات كبيرة تغطي تلك الودائع وأكثر، وهاهي المصارف – ولاسيما الحكومية منها – بعد أن استطاعت تقديم وتنفيذ طلبات السحب من قبل المودعين في بداية الأزمة وفي ذروتها، ها هي اليوم في نهاياتها – أو بعد هذا الزمن على استمرارها – تفرد أوراقها لتُعلن أن حركة الإيداعات في النصف الأول من هذا العام كانت أفضل منها خلال النصف الثاني من العام الماضي، وهذا لا يعطينا سوى مؤشرين اثنين متناقضين ولكنهما يلتقيان في نقطة واحدة، المؤشر الأول : صمود مصارفنا وقوتها، وإثباتها بأنها أهل لصدّ الهجمات التي انهارت على أسوارها الحصينة، والثاني : خيبة المتآمرين عربياً وغربياً وتركيّاً وفشل محاولاتهم الدنيئة.
إن هذين المؤشرين المتصارعين يلتقيان سوية عند نقطة واحدة، وهي نجاح مصارفنا وقدرتها على تجاوز الأزمة وعلى تمزيق أحلامهم الشيطانية، التي نأمل أن تعود عليهم بوقائع تشبههم، وخيبات مثلهم ، وفشلٍ يليق بهم جيداً.
|