الانكى ان يقول اولمرت كذلك , ان اسرائيل تبذل جهودا استثنائية لإنجاز السلام على المسار الفلسطيني , وأنه مصر على ( اتخاذ خطوة كبيرة) لانهاء هذا النزاع مع الفلسطينيين !!
وبمقدار ماتكون , هذه التصريحات , مثيرة للسخرية والمرارة في آن معا , بمقدار ماتكون مثيرة للقرف , فصاحب الطموح إياه يحاصر غزة منذ أسابيع ويرتكب بحقها وحق القطاع كله أهول المجازر اليومية والمبرمجة , يمنع أسباب الحياة عنها ويدكها بصواريخه وقنابله على مدار الساعة , بل ويقنص اغتيالا قادة شعبها الذي يتباكى عليه ويطمح إلى السلام معه .
إذاً , أولمرت خائب الأمل بتحقيق السلام مع الفلسطينيين هذا العام , لكنه لايذكر أسباباً لذلك , اللهم إلا اذا كان يقصد السلام مع الفلسطينيين الاموات , وإن الكثيرين منهم لم تطلهم بعد يداه القاتلتان كما أيدي من سبقوه من قادة اسرائيل ومنافقيها المتشدقين بادعاءات السلام , اما خطوته الكبيرة التي ينوي الإقدام عليها لإنهاء هذا النزاع وفق مازعم , فهي على الارجح اعادة اجتياح غزة , بل وإعادة محاولة إبادتها أرضاً وشعباً , وأما الجهود الاستثنائية التي ادعاها فهي تلك التي يرتكبها يومياً ويتوهم انها قد تصل به إلى ذلك السلام مع الجثث ..
أليس العربي الجيد بالنسبة إلى الاسرائيليين كافة هو فقط العربي الميت , على هذه القاعدة تصير تصريحات أولمرت مفهومة جيداً ويصير السلام مع الفلسطينيين هو ذاته السلام مع الجثث !